إجابة سؤال: المناظره هي حوار بين طرفين للوصو الي نتيجه مرضيه للطرفين؟
- الجواب المباشر: خطأ، لأن المناظرة هي حوار بين طرفين أو أكثر بقصد إظهار الحق وإقناع الآخر بالحجة والبرهان، وليست بالضرورة للوصول إلى نتيجة مرضية للطرفين.
لماذا الجواب “خطأ
المناظرة هي صورة راقية من صور الحوار، تقوم على تبادل الأفكار بين طرفين أو أكثر بشكل منظّم، بحيث يعرض كل طرف رأيه مدعومًا بالحجة والبرهان، ويستمع في الوقت نفسه لرأي الآخر بهدف الوصول إلى نتيجة مرضية للجميع. فهي ليست جدالًا عقيمًا ولا خصومة شخصية، وإنما سعي مشترك لفهم الحقيقة أو إيجاد أرضية للتفاهم.
تتميز المناظرة بآداب وقواعد تجعلها مختلفة عن أي نقاش عابر؛ فهي تقوم على الاستماع الجيد، والابتعاد عن السخرية، وضبط النفس، واحترام الطرف الآخر. كما أنها تعتمد على الدليل والبرهان لا على التعصب أو الانفعال، مما يجعلها وسيلة للتفكير السليم وتبادل الرؤى بموضوعية وعدل.
وللمناظرة فوائد كثيرة؛ فهي تنمّي التفكير النقدي، وتُكسب الإنسان مهارات الإقناع والتعبير، وتفتح أمامه آفاقًا لفهم الآخر وقبول اختلافه. كما أنها تسهم في حل الخلافات الأسرية والاجتماعية والسياسية إذا مورست بروح منفتحة، لأنها تحول الصراع إلى حوار بنّاء يُقرّب المسافات بدلًا من أن يزيدها.
وقد عرف التاريخ الإنساني المناظرات منذ القدم، عند الفلاسفة الإغريق، وفي الحضارة الإسلامية بين العلماء والفقهاء، وصولًا إلى عصرنا الحديث حيث تُستخدم المناظرات في السياسة والإعلام والتعليم. وهذا يؤكد أن المناظرة جزء أصيل من تطور المجتمعات وسعيها للتعايش المشترك.
وهكذا، يمكن القول إن المناظرة هي أداة للتفاهم والإقناع، وليست معركة فيها غالب ومغلوب. هي حوار منضبط يسعى فيه الطرفان للوصول إلى نتيجة مرضية لكليهما، وبذلك تحقق غايتها الكبرى: بناء جسور التفاهم والتقارب بين الناس.