بماذا عوض الله تعالى فاطمة عليها السلام عن قلة مهرها؟
عوض الله تعالى فاطمة الزهراء عليها السلام عن قلة مهرها بالشفاعة يوم القيامة للمؤمنين من أمة أبيها.
شرح الإجابة
إن قصة مهر سيدة نساء العالمين لا تُقرأ من منظور مادي محض، بل هي في جوهرها درس عميق في نظام القيم الإلهي الذي يسمو بالروحانيات على الماديات. فبساطة صداقها الذي قدمه الإمام علي بن أبي طالب، والذي لم يتجاوز درعاً حُطَمِيَّة، لم يكن مؤشراً على نقصٍ في قدرها، بل كان إعلاناً عملياً من بيت النبوة على أن قيمة الإنسان الحقيقية لا تكمن فيما يملك من عرض الدنيا الزائل.
ومن هنا، تتجلى الحكمة الإلهية في تعويضها بما هو أعظم وأبقى. ففي مقابل ذلك الزهد المادي، منحها الله عطاءً سماوياً لا توازيه كنوز الأرض قاطبة، وهو مقام الشفاعة الكبرى. هذا الحق ليس مجرد تكريم شخصي، بل هو مسؤولية جليلة ومكانة رفيعة تجعل منها ملاذاً للمؤمنين من الأمة المحمدية في أصعب المواقف وأشدها هولاً، وهو يوم القيامة.
ويتضح الفارق الهائل بين العطاءين عند التأمل؛ فالمهر الدنيوي، مهما بلغ، يظل حبيس عالم الفناء، بينما شفاعتها هي جسر نجاة ممتد إلى عالم الخلود. إن هذا المقام الرفيع ينسجم تماماً مع مكانتها التي بشر بها أبوها النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، بكونها سيدة نساء أهل الجنة. فكما أن لها السيادة في النعيم الأخروي، كان من تمام العدل الإلهي أن يمنحها وسيلة لإنالة الرحمة والمغفرة لمن استحقها من أتباع أبيها.
إقرأ أيضا:مع شادية مبلغ من المال أعطاها والدها 5وبذلك، لم يكن التعويض مجرد عطية، بل كان تجسيداً لمبدأ إلهي أسمى: أن من يترك شيئاً لله، يعوضه الله خيراً منه بما لا يخطر على قلب بشر. فكان صداقها في الأرض بسيطاً، ولكن الله جعل مهرها الحقيقي هو نجاة أمة بأكملها، وهو عطاء يفيض كنهر الكوثر الذي وُعد به أبوها، عطاءً لا ينقطع ولا ينضب، يليق بمكانة بضعة المصطفى وآل البيت الأطهار.
إقرأ أيضا:يوفر الفرق الزمني بين وصول الأمواج الزلزالية في السيزموجرام معلومات حول بعد المركز السطحي. صواب خطأ