مناهج المملكة العربية السعودية

تركيب الصهارة، وكمية الغازات المحتجزة فيها يحددان شدة الثوران البركاني الناتج صواب خطأ

صواب، تركيب الصهارة، وكمية الغازات المحتجزة فيها يحددان شدة الثوران البركاني الناتج.

فالصهارة هي صخور منصهرة تتواجد في باطن الأرض ضمن الغلاف الموري والوشاح العلوي، وتتكون من معادن مذابة وغازات. عند خروجها إلى السطح تتحول إلى حمم بركانية، وتختلف أنواع الصهارة بحسب التركيب الكيميائي إلى صهارة سيليكاتية غنية بالسيليكا (ريوليتية)، وصهارة متوسطة (أنديزيتية)، وصهارة فقيرة بالسيليكا (بازلتية).

يعتبر محتوى السيليكا أحد العوامل الأساسية التي تحدد لزوجة الصهارة، فكلما زاد محتوى السيليكا، زادت لزوجة الصهارة، مما يقلل سرعة تدفقها ويسمح بحبس الغازات داخلها، وبالتالي يزيد احتمال حدوث ثوران عنيف.

كذلك الغازات البركانية المذابة في الصهارة تشمل بخار الماء، ثاني أكسيد الكربون، ثاني أكسيد الكبريت، وأحياناً غازات مثل الهيدروجين والنيتروجين وتراكمها داخل صهارة لزجة يرفع الضغط الداخلي بشكل كبير، وعند صعود الصهارة بسرعة إلى السطح، يمكن أن تتحرر فجأة مسببة ثوراناً انفجارياً.

أما الصهارة منخفضة اللزوجة مثل البازلتية، فإن الغازات تهرب بسهولة خلال صعود الصهارة، مما يؤدي غالباً إلى ثورانات هادئة وتدفقات حممية مستمرة. في المقابل، الصهارة الريوليتية غنية بالسيليكا ولزجة، تحبس الغازات بشكل أكبر، وينتج عنها عادة ثوران عنيف وانفجارات كبيرة.

تلعب العوامل الأخرى مثل حجم الصهارة، درجة الحرارة، ووجود البلورات المعدنية دوراً مهماً في تحديد شدة الثوران. فارتفاع درجة الحرارة يقلل لزوجة الصهارة ويسهل تكوين الفقاعات الغازية الصغيرة، بينما البلورات المعدنية تزيد اللزوجة وتعيق خروج الغازات. كما يؤثر الضغط الجوي عند سطح الأرض وانخفاض الضغط أثناء صعود الصهارة على سرعة تحرر الغازات، حيث يسمح انخفاض الضغط بتحرر الغاز بشكل أسرع ويخفف من قوة الانفجار المحتملة. كذلك، تسهم الشقوق والتشققات في الصخور المحيطة بالصهارة في تسهيل هروب الغازات وتقليل شدة الثوران.

باختصار، العلاقة بين تركيب الصهارة وكمية الغازات المحتجزة فيها هي العامل الرئيسي الذي يحدد نوع وشدة الثوران البركاني. الصهارة الغنية بالسيليكا والغازات المذابة العالية تخلق انفجارات عنيفة، بينما الصهارة المنخفضة السيليكا والغازات القابلة للهروب بسهولة تنتج ثورانات هادئة.

لذلك يمكن القول إن شدة الثوران البركاني تتأثر بشكل مباشر باللزوجة الناتجة عن تركيب الصهارة وبكمية الغازات المحتجزة داخلها، مما يجعل دراسة التركيب الكيميائي والغازي للصهارة أمراً أساسياً في توقع نشاط البراكين.

السابق
التيمم من خصائص أمة محمد الله عليه وسلم- ولم يكن معروفاً في الأمم السابقة. صواب خطأ

اترك تعليقاً