تشترك جميع اللاسعات في التماثل الشعاعي. هذا يعني أن أجسام هذه الكائنات، مثل قنديل البحر وشقائق النعمان، يمكن تقسيمها إلى نصفين متماثلين عبر أي مستوى يمر من خلال المحور المركزي، الممتد من الفم إلى القاعدة. يُميز هذا النمط الأساسي شعبة اللاسعات (Cnidaria) عن كائنات أخرى ذات تماثل جانبي أو عديمة التماثل.
يرتبط تنظيم الجسم الشعاعي ارتباطًا وثيقًا بنمط حياة هذه الحيوانات المائية غالبًا. فسواء كانت في مرحلة البوليب الثابتة أو الميدوزا الطافية، فإن هذا النوع من التماثل يتيح لها استشعار البيئة المحيطة والتقاط الفرائس أو الدفاع عن نفسها ضد المفترسات من جميع الاتجاهات بنفس الكفاءة. يتكامل هذا مع وجود شبكة عصبية بسيطة منتشرة بدلاً من دماغ مركزي معقد.
تظهر هذه السمة بشكل واضح في الطوائف الرئيسية مثل الهيدروات (Hydrozoa)، الفنجانيات (Scyphozoa)، والصندوقيات (Cubozoa). حتى في طائفة الزهريات الشعاعية (Anthozoa)، التي تضم الشعاب المرجانية، ورغم وجود بعض التراكيب الداخلية كالمساريقا التي قد تُظهر ترتيبًا يقترب من التماثل الثنائي الشعاعي لدى البعض، فإن المظهر الخارجي والنمط العام يبقى خاضعًا للتماثل الشعاعي الأصلي. يرتبط هذا التركيب البنيوي بكونها حيوانات ثنائية الطبقات الجنينية (Diploblastic)، تتكون من أديم ظاهر (Ectoderm) وأديم باطن (Endoderm) يفصلهما هلام متوسط (Mesoglea).
إقرأ أيضا:يفضل الطيران في طبقة الغلاف الجوي السفلي التروبوسفير