إجابة سؤال: تعهد المسلم بخصال الفطرة، كفيل بوقايته من الكثير من أمراض العصر الحديث. صواب خطأ
- الجواب: صواب. خصال الفطرة التي أوصى بها الإسلام مثل تنظيف الجسم، وقص الأظافر، وتهذيب الشعر، والاستنجاء، والختان، وغيرها، ليست مجرد عادات دينية، بل هي عادات صحية تنعكس بشكل مباشر على سلامة الجسد ونظافته، وبالتالي على وقايته من الأمراض المنتشرة في هذا العصر.
شرح الإجابة:
يولد الإنسان على الفطرة، أي على طبيعة نقية وصحيحة، وجاءت خصال الفطرة في الإسلام لترعى هذه الطبيعة وتحافظ عليها. عندما يُعنى المسلم بهذه الخصال، فإنه لا يحافظ فقط على مظهره، بل يعزز مناعته، ويقلل من فرص إصابته بأمراض جرثومية وفيروسية ناتجة عن الإهمال في النظافة الشخصية.
فعلى سبيل المثال، الختان يقلل من فرص الالتهابات والتقرحات التي قد تؤدي إلى أمراض مزمنة لاحقًا. وقص الأظافر يمنع تراكم الأوساخ تحتها، وهي بيئة مثالية لنمو البكتيريا الضارة التي قد تنتقل بسهولة إلى الفم أو العينين. كذلك، إزالة شعر الإبط والعانة تمنع الروائح الكريهة وتحول دون تكاثر الفطريات والميكروبات التي تعشق المناطق الرطبة والدافئة.
وإذا نظرنا إلى عصرنا الحالي، سنجد أن هناك زيادة في الأمراض الجلدية والالتهابات البكتيرية وأمراض الجهاز التناسلي الناتجة عن ضعف العناية بالنظافة الشخصية، وهو ما تلافاه الإسلام قبل 1400 سنة بدعوة واضحة للعناية بهذه الجوانب تحت اسم خصال الفطرة.
إقرأ أيضا:التكاسل عن العبادات من أضرار المخدراتومن جهة أخرى، فإن الالتزام بهذه الخصال يُعلّم الطفل منذ صغره الانضباط والاعتناء بجسده، ويغرس فيه مفهوم الوقاية خير من العلاج. وهذا التوجيه المبكر لا يُثمر فقط في الصحة الجسدية، بل يعزز من الصحة النفسية، لأن الإنسان النظيف الواثق بنفسه يشعر براحة نفسية واستقرار داخلي.
وباختصار، خصال الفطرة هي درع وقائي للمسلم، تبعد عنه شرور الأمراض المتزايدة، وتجعله أكثر استعدادًا لمقاومة التلوثات البيئية والممارسات الحديثة الضارة. إنها ليست فقط طقوسًا دينية، بل نظام صحي شامل، يشمل العناية بالجسد، والالتزام بالنظافة، واحترام نعمة الجسد التي وهبها الله تعالى للإنسان.
إقرأ أيضا:التكاسل عن العبادات من أضرار المخدراتولذلك، فإن الإجابة “صواب” ليست فقط صحيحة من الناحية الدينية، بل مدعومة علميًا وطبيًا أيضًا، مما يجعلها قاعدة ذهبية في حياة كل مسلم حريص على نفسه وعلى صحة مجتمعه.