السؤال: تمكن لغة سكراتش من إنشاء البرامج من خلال سحب وإفلات وتركيب اللبنات البرمجية معاً. صح أم خطأ؟
- الإجابة: العبارة صحيحة.
شرح الإجابة:
إن جوهر لغة سكراتش، التي طورها مختبر الوسائط في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، يكمن تحديداً في هذه الآلية البصرية المبتكرة. فهي لم تُصمم لتكون لغة برمجة تقليدية تعتمد على كتابة سطور نصية معقدة، بل قامت على فلسفة تبسيط المفاهيم الأساسية للبرمجة وجعلها في متناول العقول الشابة والمبتدئين. من هنا، فإن فكرة سحب وإفلات الكتل ليست مجرد ميزة، بل هي العمود الفقري الذي تقوم عليه هذه البيئة التطويرية بأكملها.
وبالانتقال إلى آلية العمل، يمكن تشبيه الأمر بقطع الأحجية أو مكعبات البناء “الليغو”. كل كتلة برمجية تمثل أمراً محدداً أو وظيفة معينة، سواء كانت للحركة، أو التحكم في الصوت، أو تحديد شرط منطقي، أو تكرار فعل ما. يقوم المستخدم باختيار هذه الأوامر المصورة من لوحة الأدوات ثم يجمعها ويركبها معاً في مساحة العمل لتشكيل مقطع برمجي متسلسل. هذا التراكب الفيزيائي للكتل يضمن بطبيعته تجنب الأخطاء الإملائية أو النحوية الشائعة في اللغات النصية، مما يسمح بالتركيز الكلي على منطق الخوارزمية وتسلسل الأحداث.
وهذا الترابط البصري ليس مجرد تبسيط شكلي، بل يمتد إلى علاقة مباشرة بين السبب والنتيجة. فعندما يتم تجميع سلسلة من التعليمات المرئية، فإنها تتحول فوراً إلى برنامج قابل للتنفيذ يستجيب للأحداث ويُنتج تفاعلاً ملموساً، سواء كان ذلك في تحريك شخصية كرتونية على الشاشة أو بناء لعبة بسيطة أو تصميم قصة تفاعلية. بالتالي، فإن عملية بناء البرمجيات تتحول من مهمة تجريدية إلى تجربة تفاعلية وحسية، مما يعزز بشكل كبير مهارات التفكير الحاسوبي والقدرة على حل المشكلات بطريقة منهجية ومنظمة.
إقرأ أيضا:في البطارية الجافة تتحول الطاقة الكهربائية إلى طاقة كيميائية