خطأ، تمكن موزلي من تطوير الجدول الدوري ليس حسب الأعداد الكتلية بل وفقًا للأعداد الذرية، وهذا التمييز هو جوهر ثورته العلمية.
قبل موزلي، كان الجدول الدوري الذي وضعه مندليف يعتمد على ترتيب العناصر حسب كتلتها الذرية، مما أدى إلى بعض التناقضات في ترتيب العناصر ذات الخواص الكيميائية المتشابهة. ففي عام 1913، أجرى موزلي تجارب رائدة باستخدام الأشعة السينية، حيث لاحظ وجود علاقة مباشرة بين تردد الأشعة السينية المنبعثة من العنصر ورقمه الذري. هذه العلاقة كشفت أن العدد الذري، الذي يمثل عدد البروتونات في نواة الذرة، هو الأساس الحقيقي لترتيب العناصر في الجدول الدوري.
اكتشاف موزلي لم يقتصر على تصحيح أخطاء جدول مندليف فحسب، بل قدم أيضا فهمًا أعمق للبنية الذرية. فقد أوضح أن الخواص الكيميائية للعناصر تعتمد على عدد البروتونات في نواتها، وليس على كتلتها الذرية التي يمكن أن تتغير بسبب وجود النظائر.
هذا التوضيح أدى إلى ترتيب أكثر دقة للعناصر في الجدول الدوري، حيث تم وضع العناصر ذات الخواص المتشابهة في نفس المجموعة. على سبيل المثال، تم تصحيح ترتيب التيلوريوم واليود، وهما عنصران كان ترتيبهما يتعارض مع ترتيب الكتل الذرية في جدول مندليف.
الاساس العلمي لتصنيف العناصر في الجدول الدوري الحديث، الذي يعتمد على ترتيب العناصر تصاعدياً حسب أعدادها الذرية، يمثل إنجازًا علميا بارزا. لقد ساهم في فهم أفضل للعلاقات بين العناصر وخواصها، ومهد الطريق لتطورات كبيرة في الكيمياء والفيزياء الحديثة. اكتشاف موزلي لم يكن مجرد تعديل بسيط للجدول الدوري، بل كان ثورة علمية غيرت مفهومنا للعناصر الكيميائية وبنيتها الذرية.
إقرأ أيضا:تنوعت المحاصيل الزراعية في الدولة الإسلامية تبعاً لتنوع المناخ