حل سؤال: توضأ شخص مقيم الساعة الرابعة عصراً ولبس جوربه.
اجابة السؤال هي: صح.
شرح الإجابة:
بداية، يجب أن نضع في الاعتبار عدة أمور أساسية تتعلق بالطهارة والصلاة في الشريعة الإسلامية، وهي الأساس الذي نبني عليه فهمنا لصحة هذا الوضوء. فالوضوء، كما نعرف، هو شرط أساسي لصحة الصلاة، وهو يتطلب استيفاء شروط وأركان معينة حتى يكون صحيحاً ومقبولاً.
لنستعرض الآن العناصر التي يتضمنها هذا السؤال، ونحلل كل عنصر على حدة لنتوصل إلى الحكم النهائي. أولاً، لدينا “شخص مقيم”. كلمة “مقيم” هنا مهمة جداً، لأن أحكام الشريعة تختلف أحياناً بين المقيم والمسافر. المقيم هو الشخص الذي يعيش في مكان معين بشكل دائم أو لفترة طويلة نسبياً، وهذا يعني أن أحكامه الشرعية تكون أكثر استقراراً مقارنة بالمسافر الذي قد يتغير وضعه باستمرار.
ثانياً، لدينا “الساعة الرابعة عصراً”. هذا التوقيت يقع ضمن وقت صلاة العصر. وصلاة العصر هي إحدى الصلوات الخمس المفروضة على المسلمين، ويجب أداؤها في وقتها المحدد. الوضوء الذي يسبق الصلاة يجب أن يكون صحيحاً حتى تكون الصلاة صحيحة.
ثالثاً، لدينا “لبس جوربه”. هذه النقطة هي جوهر الإجابة، وتتعلق بمسألة المسح على الجوربين. في الشريعة الإسلامية، يجوز للمسلم في حالات معينة أن يمسح على الجوربين بدلاً من غسل القدمين أثناء الوضوء. هذا التيسير جاء رحمة من الله تعالى بعباده، وله شروط وضوابط محددة.
إقرأ أيضا:عندما لا يكون موضوع الخطبة محددًا فإن أهم الأسئلة التي يستعين بها الخطيبالآن، لنتعمق أكثر في مسألة المسح على الجوربين. يجوز المسح على الجوربين إذا تحققت الشروط التالية:
1. أن يكون الجوربان قد لُبسا على طهارة كاملة. أي أن يكون الشخص قد توضأ وضوءاً كاملاً ثم ارتدى الجوربين. وهذا الشرط أساسي لصحة المسح.
2. أن يكون الجوربان ساترين للكعبين. الكعبان هما العظمان البارزان على جانبي القدم. يجب أن يكون الجوربان مغطيين لهذين العظمين حتى يصح المسح عليهما.
3. أن يكون المسح في المدة المحددة شرعاً. للمقيم يوم وليلة (24 ساعة)، وللمسافر ثلاثة أيام بلياليها (72 ساعة). تبدأ مدة المسح من أول مرة مسح فيها بعد الحدث الموجب للوضوء (أي بعد أن يبطل وضوءه).
إذا تحققت هذه الشروط، يجوز للشخص أن يمسح على الجوربين عند الوضوء بدلاً من غسل القدمين. كيفية المسح تكون بتبليل اليدين بالماء ثم مسح ظاهر الجوربين من أصابع القدمين إلى الساق مرة واحدة.
وبالعودة إلى السؤال، وبافتراض أن الشخص المقيم قد لبس الجوربين على طهارة كاملة، وأن الجوربين ساترين للكعبين، وأن الوضوء كان في المدة المحددة للمسح (يوم وليلة)، فإن وضوءه صحيح.
لكن ماذا لو لم تتحقق هذه الشروط؟ مثلاً، ماذا لو كان الشخص قد لبس الجوربين على غير طهارة؟ في هذه الحالة، لا يجوز له المسح على الجوربين، ويجب عليه أن يغسل قدميه أثناء الوضوء. وكذلك إذا كان الجوربان غير ساترين للكعبين، أو إذا انتهت مدة المسح، فإنه يجب عليه غسل القدمين.
إقرأ أيضا:يساهم في حل المشكلات الاقتصادية والاجتماعية وفهم خصائص المجتمعإضافة إلى ذلك، يجب التنبيه إلى أن المسح على الجوربين لا يجوز في حالات الجنابة. فإذا كان الشخص جنباً، فإنه يجب عليه أن يغتسل غسلاً كاملاً، ولا يجزئه المسح على الجوربين.
إقرأ أيضا:عمليتا الأكسدة والاختزال عمليتان متكاملتان. صواب خطأختاماً، وبناءً على ما تقدم، فإن إجابة السؤال “صح” هي إجابة صحيحة، وذلك بشرط استيفاء الشروط المذكورة للمسح على الجوربين. فإذا تحققت هذه الشروط، فإن وضوء الشخص المقيم في الساعة الرابعة عصراً مع لبس الجوربين يعتبر صحيحاً ومجزئاً. ومع ذلك، يجب على الشخص أن يتأكد من استيفاء جميع الشروط قبل أن يمسح على الجوربين، حتى يكون وضوءه صحيحاً وصلاته مقبولة.
وإذا أردنا التوسع أكثر في المسألة، يمكننا أن نتطرق إلى آراء الفقهاء المختلفة في بعض التفاصيل المتعلقة بالمسح على الجوربين، ولكن هذا قد يكون أكثر تعقيداً بالنسبة لشخص في عمر الخامسة عشرة. الأهم هو فهم الأساسيات والشروط الرئيسية التي تجعل المسح على الجوربين جائزاً.