جغرافياً: تنخفض أعمق نقطة في قاع البحر الميت 799 متراً عن مستوى سطح البحر، بينما ترتفع قمة جبل مجاور له إلى 1340 متراً فوقه. ما هو الفارق العمودي الكلي بين قمة الجبل وأعمق نقطة في قاع البحر؟
- الإجابة: 2139 متراً.
شرح الإجابة:
لفهم هذه المسألة الجغرافية، يجب أولاً أن نُدرك أن مستوى سطح البحر هو نقطة الأساس أو المعيار العالمي الذي تُقاس منه جميع الارتفاعات الطبوغرافية والانخفاضات على كوكبنا. تخيل أنه المستوى الصفري في مسطرة عملاقة، حيث تكون بعض النقاط فوقه (بأرقام موجبة) وبعضها الآخر تحته (بأرقام سالبة). هذا المبدأ هو حجر الزاوية في فهم المسافة الحقيقية بين نقطتين على ارتفاعين مختلفين جذرياً.
وبناءً على هذا الأساس، فإن ارتفاع القمة الجبلية البالغ 1340 متراً يمثل المسافة الرأسية الصاعدة من نقطة الصفر المرجعية. هذا الرقم هو قياس موجب ومباشر، يعبر عن مدى علو تلك النقطة عن السطح المائي العالمي المتعارف عليه. فالجبل يرتفع بكل شموخه مبتعداً عن هذا المستوى بمسافة واضحة ومحددة.
في المقابل، يمثل عمق البحر الميت البالغ 799 متراً مسافة هابطة من نفس نقطة الصفر. هذا الانخفاض الطبوغرافي الفريد يجعل من منطقة أخدود وادي الأردن ظاهرة جيولوجية استثنائية، فهي أدنى بقعة يابسة على وجه الأرض. بالتالي، للوصول من مستوى سطح البحر إلى أعمق نقطة في قاعه، يتوجب علينا النزول مسافة 799 متراً كاملة.
إقرأ أيضا:من الألفاظ المنهي عنها قول لولا الطبيب مات فلان صواب خطأمن هذا المنطلق، تتضح العملية الحسابية اللازمة. إن حساب المسافة العمودية الإجمالية لا يعني طرح الأرقام، بل هو جمع للمسافتين المطلقتين. يجب علينا أن نجمع المسافة التي نقطعها من قاع البحر صعوداً إلى مستوى الصفر (799 متراً)، ثم نضيف إليها المسافة التي نكملها صعوداً من مستوى الصفر إلى قمة الجبل (1340 متراً). إذن، المجموع الكلي هو 799 + 1340، وهو ما يساوي 2139 متراً.
إقرأ أيضا:عند استخدام إستراتيجية المقارنة بين شيئين لابد من تحديد معايير معينة للحكم من خلالهاخلاصة القول هي أن هذا الرقم الهائل، 2139 متراً، لا يعبر عن مجرد نتيجة رياضية، بل يجسد مدى تفاوت التضاريس المذهل في هذه المنطقة الجغرافية المرتبطة بمنظومة الصدع السوري الأفريقي. إنه يوضح التباين الشاسع والفريد بين أعلى نقطة وأخفض نقطة في رقعة جغرافية متجاورة، مما يرسم لوحة طبيعية ذات أبعاد دراماتيكية وعمق استثنائي.