السؤال: يبلغ أدنى مستوى لمنطقة منخفض القطارة في مصر 133 مترًا تحت سطح البحر، بينما يبلغ ارتفاع الجبل الأخضر في ليبيا 624 مترًا فوق مستوى سطح البحر. أوجد الفرق بين مستوييهما؟
الإجابة: الفرق الإجمالي بين المستويين هو 757 مترًا.
شرح الإجابة:
إن فهم هذه المسألة لا يقتصر على عملية حسابية بسيطة، بل يمثل رحلة فكرية عبر تضاريس كوكبنا المتنوعة. لنتأمل في البداية طبيعة الموقعين؛ فهناك منخفض القطارة في مصر، وهو عبارة عن حوض صحراوي هائل يغوص في القشرة الأرضية، وهناك الجبل الأخضر في ليبيا، وهو سلسلة جبلية ترتفع بشموخ. المحور الذي نقيس عليه كل هذا الارتفاع والانخفاض هو سطح البحر، والذي يمثل النقطة المرجعية الصفرية المتفق عليها عالميًا لقياس التضاريس الأرضية.
عندما نقول إن المنخفض يقع على عمق 133 مترًا “تحت” سطح البحر، فإننا نمنحه قيمة سالبة (-133)، وكأنه درجة على مقياس حرارة تنزل تحت الصفر. وفي المقابل، فإن ارتفاع الجبل 624 مترًا “فوق” سطح البحر يمنحه قيمة موجبة (+624). إن السؤال عن “الفرق” هنا لا يعني الطرح المباشر، بل هو سؤال عن المسافة الكلية التي تفصل بين أعمق نقطة في المنخفض وأعلى قمة في الجبل، وكأنك تقف في قاع المنخفض وتنظر إلى قمة الجبل البعيدة وتسأل: ما هي المسافة الرأسية الكاملة التي يجب أن أصعدها لأصل إلى هناك؟
إقرأ أيضا:يمكن للصورة أن تستعمل من قبل أعداء الوطن كسلاح لتشويه الوطنولكي نحسب هذه المسافة الكلية، يجب أن نجزّئ الرحلة إلى مرحلتين منطقيتين. المرحلة الأولى هي الصعود من قاع المنخفض وصولًا إلى مستوى سطح البحر، وهذه المسافة تعادل 133 مترًا. والمرحلة الثانية هي استكمال الصعود من مستوى سطح البحر حتى بلوغ قمة الجبل، وهذه المسافة تبلغ 624 مترًا إضافية. وبالتالي، فإن الفارق الحقيقي أو المسافة الشاملة هي نتاج جمع هاتين المسافتين معًا، مما يكشف عن البعد الحقيقي بين النقطتين.
تترجم هذه الفكرة جغرافيًا إلى عملية جمع حسابية بسيطة. نحن نجمع مقدار الانخفاض (133 مترًا) مع مقدار الارتفاع (624 مترًا)، لتكون النتيجة الإجمالية هي 757 مترًا (133 + 624 = 757). يمكن النظر إليها رياضيًا أيضًا على أنها عملية طرح قيمة سالبة من قيمة موجبة، حيث إن طرح عدد سالب يعادل تمامًا جمع نظيره الموجب: 624 – (-133) = 624 + 133 = 757 مترًا.
وفي الختام، فإن هذا الرقم، 757 مترًا، لا يمثل مجرد إجابة لمسألة، بل هو تجسيد رقمي للتنوع الطبوغرافي المذهل في منطقة شمال أفريقيا. إنه يكشف عن التفاوت الرأسي الهائل الذي يمكن أن يوجد بين منطقتين متجاورتين نسبيًا، وهو مفهوم أساسي في علوم مثل الجيولوجيا والهيدرولوجيا التي تدرس تشكل الأرض وحركة المياه عبر هذه التضاريس المتباينة، مما يبرهن على أن الجغرافيا والرياضيات تتحدان معًا لرسم صورة أكثر وضوحًا وعمقًا للعالم من حولنا.
إقرأ أيضا:من أهم أوجه القصور في نموذج بور أنه لم يستطع تفسير خطوط الطيف إلاّ لعنصر