مناهج المملكة العربية السعودية

حاجة الإنسان إلى تقوى اللَّه تعالى أشد من حاجته إلى الطعام والشراب

إجابة سؤال: حاجة الإنسان إلى تقوى اللَّه تعالى أشد من حاجته إلى الطعام والشراب صواب خطأ

  • الجواب: صواب.

شرح الإجابة:

إن النظرة الأولية قد تجعلنا نظن أن الطعام والشراب هما أساس بقاء الإنسان على قيد الحياة الدنيا، وهذا صحيح من الناحية الجسدية الظاهرة. لكن التعمق في فهم طبيعة النفس البشرية وغاية وجودها يكشف أن الحاجة إلى تقوى اللَّه أعمق وأبقى أثراً. الجسم يحتاج لغذائه ليستمر، بينما القلب والروح يحتاجان لغذائهما الروحي الذي لا يتحقق إلا بصدق العبادة والخشية من الخالق. هذا الغذاء الروحي هو ما يمنح اليقين والسكينة والطمأنينة التي لا يمكن للماديات وحدها توفيرها.

الحياة ليست مجرد بقاء جسدي؛ إنها رحلة لها بداية ونهاية، ومرحلة تمهد لما هو قادم في الآخرة. الجوع والعطش شعوران يزولان بتناول الطعام والشراب، لكن فراغ الروح والبعد عن اللَّه تعالى يسببان قلقاً مستمراً وعدم إحساس بـالسعادة الحقيقية، حتى وإن توفرت جميع أسباب الراحة المادية والرزق الوفير والصحة الجيدة والعمر المديد.

فتقوى اللَّه هي صمام الأمان الذي يوجه الإنسان في هذه الرحلة، ويجعله يميز بين ما ينفعه وما يضره، ليس فقط في معيشته اليومية وأخلاقه مع الآخرين (الأخلاق الحسنة)، بل وفيما يتعلق بـالغاية من الوجود والاستعداد لـيوم القيامة.

عندما يقف الإنسان بين يدي اللَّه تعالى بعد الموت، لن يُسأل عن كم أكل أو شرب، بل عن أعماله ومدى قواه، أي مدى التزامه بأوامر ربه واجتنابه نواهيه. تقوى اللَّه هي الزاد الحقيقي لتلك الرحلة الأبدية نحو الجنة والنار. هي الدرع الواقي من عذاب اللَّه، والمفتاح لنيل رضاه وجنته. التوكل على اللَّه، الشكر والصبر على أقدار اللَّه، كلها ثمرات لتقوى متجذرة في الإيمان.

إقرأ أيضا:على ما يدل تخصيص يوم 23/3 من كل عام يوما عالميا للارصاد الجويه

بينما الطعام والشراب ضروريان لبقاء الجسد المؤقت في هذه الدنيا الفانية، فإن تقوى اللَّه ضرورية لحياة الروح الأبدية ونيل الفوز الأعظم. لذا، فإن الحاجة الروحية والأخروية إلى تقوى الله تفوق بكثير الحاجة المادية والجسدية للطعام والشراب.

السابق
اتجهت العديد من الشركات الى استخدام المستندات الرقمية بسبب انتشار الاقراص الصلبة عالية الاداء
التالي
أن العلامات الدالة على الإدمان من الناحية الصحية ك

اترك تعليقاً