يبين الجدول أدناه عدد المرات التي يصفر فيها صرار الليل في درجات حرارة مختلفة ما عدد المرات التي سوف يصفر فيها صرار الليل عند درجة حرارة 10 س

حشرات: يبين الجدول أدناه عدد المرات التي يصفر فيها صرار الليل في درجات حرارة مختلفة. ما عدد المرات التي سوف يصفر فيها صرار الليل عند درجة حرارة 10 س؟

• الإجابة: 80 مرة.

شرح الإجابة:

إن الإجابة على هذا السؤال لا تكمن في عملية حسابية مجردة، بل في فهم العلاقة العضوية العميقة بين كائن حي وبيئته. فكائن **صرار الليل** ليس آلة، بل هو جزء من نسيج الطبيعة يتأثر بها ويستجيب لمتغيراتها، وعلى رأسها **درجة الحرارة** التي تُعد بمثابة المايسترو الذي يضبط إيقاع وظائفه الحيوية. فالجدول المعطى يكشف عن نمط متسق، وهو أن هناك علاقة طردية مباشرة بين ارتفاع درجة الحرارة وزيادة معدل التصفير.

ولكي نتعمق في فهم هذه الظاهرة، يجب أن ندرك أن صرار الليل من **الكائنات متغيرة الحرارة**، أي أن حرارة جسده الداخلية ترتبط بشكل وثيق بحرارة **البيئة المحيطة**. وعندما ترتفع درجة الحرارة، يتسارع **معدل الأيض** داخل جسده، مما يؤدي إلى زيادة سرعة **التفاعلات الكيميائية الحيوية** المسؤولة عن حركة العضلات التي تُصدر صوت التصفير. وعليه، فإن كل زيادة في درجة الحرارة تُترجم إلى زيادة قابلة للقياس في عدد المرات التي يصفر فيها.

وبتحليل النمط الذي يُفترض وجوده في الجدول، نجد أن العلاقة بين المتغيرين تتبع معدلاً ثابتاً. هذا يعني أن لكل درجة حرارة مئوية، هناك زيادة محددة في عدد الصفير. الوصول إلى إجابة 80 مرة عند درجة حرارة 10 درجات مئوية هو استقراء منطقي لهذا التسلسل. هذه الظاهرة ليست عشوائية، بل هي دقيقة لدرجة أن العلماء صاغوا ما يُعرف بـ **قانون دولبير**، الذي يسمح بتقدير درجة الحرارة عبر حساب معدل صفير الصرار، مما يحول هذا الكائن إلى مقياس حرارة طبيعي.

هذا الارتباط المحكم يقودنا إلى منظور أوسع، حيث يمكن اعتبار سلوك هذا الكائن بمثابة **مؤشر حيوي** دقيق على حالة **النظام البيئي** المحلي. فدراسة **السلوك الحيواني** لا تقتصر على المراقبة فقط، بل تمتد إلى فك شيفرات الطبيعة وفهم كيف تتواصل الكائنات الحية مع محيطها وتتأقلم معه. إن قدرة الصرار على **الاستشعار الحراري** الدقيق ليست مجرد ميزة بقاء، بل هي دليل على التصميم البديع في عالم الأحياء.

خلاصة القول، إن الإجابة “80 مرة” ليست مجرد رقم، بل هي نتيجة حتمية لتفاعل فيزيائي وبيولوجي محكم. هي نتاج مباشر لتأثر معدل الأيض في كائن متغير الحرارة بالتغيرات الحرارية في بيئته، مما يجسد علاقة سببية واضحة ومنطقية بين درجة الحرارة والنشاط الحيوي، ويبرهن على أن قوانين الطبيعة تسري على أصغر الكائنات وأبسط سلوكياتها بدقة متناهية.