أسألك عن حرمة ثيابها حرير وكل عام الناس تزورها
الإجابة: الكعبة المشرفة
شرح الإجابة
إن حل هذا اللغز لا يكمن في فك طلاسمه اللغوية فحسب، بل في إدراك أبعاده الرمزية العميقة التي تشير إلى صرح إيماني عظيم. فاللغز يستخدم لغة مجازية لوصف معلم هو محور الوجدان الديني لملايين البشر، وهو الكعبة المشرفة الواقعة في قلب مكة المكرمة. كلمة “حرمة” هنا لا تعني امرأة، بل هي إشارة إلى قدسية المكان وحرمته، فهو يقع داخل الحرم المكي الشريف، وهو مكان له مهابة وجلال لا يُضاهى.
أما عن ثوبها الحريري، فتلك إشارة بليغة إلى كسوة الكعبة التي تُمثل الغطاء الخارجي لها. هذه الكسوة تُصنع من أفخر أنواع الحرير الطبيعي الخالص المصبوغ باللون الأسود، وتُطرّز عليها آيات قرآنية بخيوط وأسلاك الذهب والفضة في عمل فني يتطلب دقة ومهارة فائقتين، مما يجعلها تبدو كقطعة حرير ملكية تليق بمكانة هذا الصرح العظيم.
ومن هنا، ننتقل إلى الشق الأخير من اللغز، وهو زيارة الناس لها كل عام. هذه هي النقطة الأكثر وضوحًا، حيث تشير مباشرة إلى فريضة الحج، الركن الخامس من أركان الإسلام، والذي يقصده ملايين المسلمين، أو من يُعرفون بـ ضيوف الرحمن، من كل فج عميق مرة واحدة في العام لأداء المناسك. كما أنها مقصد دائم للمعتمرين على مدار السنة، حيث يقومون بأداء شعيرة الطواف حولها، لتظل بذلك وجهة لا تنقطع عنها أقدام الزائرين.
إقرأ أيضا:لا يعد العنف الطارئ بين الأقران تنمرًا. صواب خطأوهكذا، تتجلى الإجابة بوضوح تام حين نجمع هذه الخيوط معًا؛ فالكيان المقدس “الحرمة” الذي يرتدي ثوبًا من حرير مطرز بالذهب وتزوره الجموع كل عام، ليس إلا قبلة المسلمين ورمز وحدتهم، الكعبة المشرفة، التي تجمع بين القداسة المادية المتمثلة في بنائها وكسوتها، والقداسة الروحية في قلوب من يتجهون إليها في صلواتهم ويحجون إليها.