حل لغز أسود ولا هو ليل يمشي ولا هو خيل له جنحان ولا هو طير

حل لغز أسود ولا هو ليل يمشي ولا هو خيل له جنحان ولا هو طير

شرح الإجابة

يتجلى اللغز في وصفه الدقيق لشيء مألوف بطريقة تثير الذهن، حيث يبدأ اللغز بوصف اللون، فلون العباءة الأسود السائد يربطها بصرياً بـ ظلمة الليل، لكنها في حقيقتها مجرد قماش مصبوغ، قطعة مادية ملموسة لا علاقة لها بالظاهرة الكونية. هذا التباين بين المظهر والحقيقة هو المفتاح الأول لفهم هذا اللغز الشعبي الذي يختبر قوة الملاحظة والربط بين الأفكار.

ثم ينتقل اللغز ببراعة من الصفة الثابتة إلى الحركة المستعارة، فالعباءة كقطعة من الملبوسات التقليدية لا تتحرك من تلقاء نفسها، لكنها تكتسب صفة “المشي” عندما ترتديها المرأة وتتحرك بها. هذه الحركة المنسوبة إليها تضعها في مقارنة مع الحصان، الكائن المعروف بحركته القوية المستقلة، ليبرز اللغز أن حركتها ليست ذاتية بل هي انعكاس لحركة من يرتديها، وهنا يكمن عمق التورية في الوصف.

أما ذروة الإبداع في هذا الوصف المجازي، فتكمن في تشبيه أجزائها بالأجنحة. إن أكمام العباءة الواسعة، عند تحريك الذراعين، ترفرف في الهواء بشكل يوحي للناظر بأنها أجنحة، وهو تشبيه بصري بليغ. ومع ذلك، يؤكد اللغز مباشرةً أنها ليست كـ الطائر، فهي قطعة من الزي العربي مرتبطة بالجاذبية ولا تملك قدرة الطيران. بذلك، يكون اللغز قد رسم صورة كاملة لشيء يجمع صفات متناقضة ظاهرياً، لكنها تتحد جميعها لتصف بدقة متناهية العباءة كجزء من التراث الثقافي الغني بالرمزية.