السؤال: حل لغز أمثال شعبية مكتوبة بلغة الرموز، مع ذكر رقم المثل وما الذي يعنيه.
- ضربني وبكى، سبقني واشتكى.
- إللي إيدو بالمي، مش زي إللي إيدو بالنار.
- القرد في عين أمه غزال.
- النوم سلطان.
- ما طار طير وارتفع، إلا كما طار وقع.
- الوقت كالسيف، إن لم تقطعه قطعك.
- العلم نور، والجهل ظلام.
- لسانك حصانك، إن صنته صانك.
- بس توقع البقرة، بتكثر سكاكينها.
- يد واحدة لا تصفق.
- المي بتكذب الغطاس.
- عصفور باليد، ولا عشرة على الشجرة.
شرح الإجابة:
إن هذه الأمثال الشعبية ليست مجرد كلمات متوارثة، بل هي خلاصة تجارب إنسانية عميقة، وكبسولات مركزة من الحكمة. فلنبدأ رحلتنا في تفكيك رموزها، حيث يصور لنا المثل الأول “ضربني وبكى، سبقني واشتكى” مشهداً متكرراً في السلوك البشري، وهو قلب الحقائق؛ إذ يقوم المعتدي بدور الضحية ليخفي فعلته ويكسب تعاطف الآخرين، فيكون هو الجاني والشاكي في آن واحد.
ومن هذا المنطلق، ننتقل إلى مفهوم آخر يتعلق بتباين الإدراك، فمَثَل “إللي إيدو بالمي، مش زي إللي إيدو بالنار” يرسم لنا خطاً فاصلاً بين من يعيش التجربة ومن يراقبها عن بعد. فالشخص الذي يخوض غمار المعاناة والألم (يده في النار) لا يمكن أن تتساوى مشاعره أو فهمه للوضع مع شخص آخر ينظر للأمر ببرود ومن مسافة آمنة (يده في الماء). ثم يأخذنا هذا التباين في الرؤية إلى حقيقة نفسية أخرى في المثل القائل “القرد في عين أمه غزال”، فهنا لا يتعلق الأمر بالمعاناة، بل بالعاطفة التي تغشي الأبصار؛ فالحب الشديد، كحب الأم، لديه القدرة على تجميل العيوب وتحويل القبح إلى جمال مطلق، وهو ما يجسد قوة المشاعر في تشكيل تصوراتنا.
وإذا كانت التصورات تحكم رؤيتنا، فإن هناك قوى حتمية لا يمكن مقاومتها، وأولها ما يصفه المثل “النوم سلطان”. هذه العبارة البليغة تجعل من النوم سلطة مطلقة لا يملك أي إنسان، مهما بلغت قوته أو ثروته، القدرة على عصيانها، فهو قانون طبيعي يفرض نفسه على الجميع. وبالمثل، يأتي مَثَل “ما طار طير وارتفع، إلا كما طار وقع” ليؤكد على حتمية أخرى، وهي أن لكل بداية نهاية، وأن الغرور والارتفاع الزائف مصيرهما السقوط الحتمي، كقانون الجاذبية الذي يسري على الطيور كما يسري على مصائر البشر. وفي سياق هذه القوى القاهرة، يبرز مَثَل “الوقت كالسيف، إن لم تقطعه قطعك” ليضعنا أمام حقيقة أن الزمن مورد ثمين وحاد؛ فإما أن تستثمره بحكمة وتحقق أهدافك، أو يهدرك هو ويقضي على فرصك دون