السؤال: أفتيك من عذراء ذكية بس عمياء ماتراء، تكتب وهي تقراء، وتتزوج بالاسبوع اربعه، لا اشرت حمراء مشت قدام ماترجع وراء، تبدأ بحرف الراء وتوجد في أماكن رافعة؟
- الإجابة: الراية.
شرح الإجابة:
إن حل هذا اللغز الشعري يكمن في كلمة “الراية”، وهي العلم أو البيرق. ولنفكك رموز هذا النص قطعة قطعة، يتضح لنا المنطق وراء هذا الجواب. تبدأ الراية بوصفها “عذراء ذكية بس عمياء”، فهي كيان جامد لا يمتلك حاسة البصر، ومن هنا جاء وصف “عمياء”. لكنها في ذات الوقت “ذكية” لأنها تحمل دلالات عميقة ورموزاً ومعلومات تتجاوز تكوينها المادي، فهي ترمز للدولة أو القبيلة أو فكرة معينة.
ننتقل تالياً إلى العبارة المحورية “تكتب وهي تقراء”، وهنا يظهر الإبداع في الوصف. فالرسومات والألوان والشعارات الموجودة على الراية هي بمثابة لغة مكتوبة، “تكتب” هويتها ورسالتها لكل من يراها. وفي المقابل، فإن من ينظر إليها يقوم بفك شيفرة هذه الرموز، فهو بذلك “يقرأ” ما تحمله من معانٍ، سواء كانت نصراً، أو سيادة، أو انتماءً.
أما عن قول الشاعر “تتزوج بالأسبوع أربعة”، فهذه استعارة بليغة تشير إلى أطراف الراية الأربعة التي يتم ربطها أو “عقدها” بحبل السارية، وهذا الربط الوثيق يشبه مجازاً عقد الزواج الذي يربطها بالصاري لترتفع شامخة.
ويصل اللغز إلى ذروته بالشق الأخير “لا أشرت حمراء مشت قدام ماترجع وراء”. وهنا إشارة واضحة إلى الراية الحمراء المستخدمة في سياقات حاسمة مثل سباقات السيارات أو المعارك قديماً. فعندما تُرفع الراية الحمراء، فإنها تشير إلى حدث فاصل لا رجعة فيه، فإما أن يتوقف السباق تماماً أو تبدأ مرحلة جديدة منه، فالأحداث تمضي “قدام” ولا تعود إلى ما كانت عليه قبل تلك الإشارة.
إقرأ أيضا:الروبوتات تستطيع التعامل مع المواقف غير المتوقعه صح ام خطاوأخيراً، يؤكد اللغز الحل بوضوح حين يذكر أنها “تبدأ بحرف الراء” و”توجد في أماكن رافعة”، فلا يوجد ما هو أصدق وصفاً من الراية التي تبدأ بهذا الحرف، ولا يكون مكانها إلا في الأعالي، فوق القمم والسواري والقلاع، شاهدةً ورمزاً على الدوام.