السؤال: امرأة جالسة وبحضنها طفل، سألوها: هل هو ابنك؟ قالت: لا، أبي جده، وأمي أخته، وهو خالي، وأنا عمته. فمن يكون هذا الطفل؟
- الإجابة: الطفل هو ابن أخيها.
شرح الإجابة:
قد يبدو هذا اللغز للوهلة الأولى مستحيل الحل، إذ كيف تجتمع هذه العلاقات المتناقضة في شخص واحد؟ لكن الحل يكمن في فهم عميق لروابط القرابة التي لا تقتصر على النسب والدم فحسب، بل تمتد لتشمل ما يُعرف بـ “القرابة بالرضاع”، وهي نقطة محورية تفكك طلاسم هذا الموقف. إن الطفل الذي تحمله المرأة هو في الحقيقة ابن أخيها، وهذا يفسر بشكل مباشر وفوري جزأين من اللغز؛ فكونها أخت والده يجعلها “عمته”، وبطبيعة الحال يكون والدها هو “جد” هذا الصغير. هاتان حقيقتان ثابتتان مبنيتان على صلة الدم المباشرة.
أما العبارات التي تثير الحيرة، وهي “أمي أخته” و”هو خالي”، فإنها تتكشف من خلال رابطة الرضاع. القصة خلف هذا اللغز هي أن جدة المرأة (والدة أمها) قامت بإرضاع هذا الطفل الصغير، أي حفيد ابنها. في هذه الحالة، ينشأ رابط أمومة جديد؛ فالجدة التي أرضعته أصبحت بمثابة “أم له من الرضاع”. وبناءً على هذه العلاقة المستجدة، فإن جميع أبناء هذه الجدة يصبحون إخوة لهذا الطفل بالرضاع. ومن بين هؤلاء الأبناء، بالطبع، والدة المرأة صاحبة اللغز.
إقرأ أيضا:يتم تكوين الاجسام المضادة في الجسم بعد التعرض لمسبب المرض عن طريقوهنا يتجلى المنطق بوضوح، فعندما يصبح الطفل أخاً لأم المرأة من خلال هذه الصلة، تتحقق جملتها “أمي أخته”. هذا التحول الجذري في العلاقات يفتح الباب لتفسير الجزء الأخير والأكثر غرابة. فإذا كان هذا الطفل قد أصبح أخاً لأمها، فهو بالتالي يصبح “خالها” هي. إنها سلسلة منطقية مترابطة، تبدأ من حقيقة أولية وهي كونه ابن أخيها، ثم تتشابك مع علاقة الرضاع التي ترفع هذا الطفل إلى جيل والدتها، ليصبح خالها في نهاية المطاف.
إقرأ أيضا:فقرة عن مدى التزام فرنسا بما جاء في معاهدة الاستسلاموبهذا التتالي المنطقي، نجد أن كل عبارة قالتها المرأة صحيحة تمامًا. فهي عمته بالنسب، ووالدها جده بالنسب. وفي الوقت نفسه، هو خالها بالرضاع، وأمها أخته بالرضاع. لم يكن اللغز خدعة لغوية، بل اختبارًا للمدى الذي يصل إليه فهمنا لشبكة العلاقات الإنسانية التي تتجاوز أحيانًا خطوط الدم المباشرة لتشمل روابط أخرى لا تقل عنها قوة وأصالة.