السؤال: أنا امتلك اللون سمائي وأنا أحتوي على بعض من الماضي القديم، ومن ضمنها شيء مكون من ثلاثة أقسام، وليس هذا فحسب، يوجد معي مقياس للزاوية والمسافة، فمن أنا؟
- الإجابة: أهرامات الجيزة.
شرح الإجابة:
إن حل هذا اللغز يتكشف عند تحليل أجزائه بدقة، فهو لا يشير إلى شيء عادي، بل إلى صرح عظيم يجمع بين التاريخ والهندسة والفلك. الجواب هو أهرامات الجيزة الشامخة، وتفسير ذلك يكمن في تفكيك كل عبارة وردت في اللغز. فحينما يتحدث عن “اللون السمائي”، فإنه يرسم صورة ذهنية لهذه المباني الأثرية وهي تعانق زرقة السماء الصافية في صحراء مصر، مشهد مهيب استمر لآلاف السنين. هذا بالإضافة إلى أن كساءها الأصلي من الحجر الجيري الأبيض المصقول كان يجعلها تتلألأ تحت أشعة الشمس كأنها قطعة من السماء على الأرض.
ثم ينتقل اللغز إلى جوهره التاريخي بعبارة “أحتوي على بعض من الماضي القديم”، وهي الإشارة الأكثر وضوحًا. فالأهرامات هي في صميمها سجلات خالدة للحضارة المصرية العريقة، ومقابر للملوك، وخزائن لأسرار ومعتقدات وفنون عصر بناها. وعندما يذكر “شيء مكون من ثلاثة أقسام”، فإن الذهن ينصرف مباشرة وبشكل حصري إلى أهرامات الجيزة الثلاثة الكبرى: خوفو، وخفرع، ومنقرع، التي تقف متجاورة في نظام فريد. هذه الثلاثية هي السمة المميزة التي لا تخطئها عين.
إقرأ أيضا:هل يرث الوالدين ابنهم إذا كان له وَلَدٌأما الجزء الذي يمثل ذروة التعقيد والإعجاز في اللغز وفي حقيقة الأهرامات، فهو “يوجد معي مقياس للزاوية والمسافة”. هذه ليست مجرد إضافة عابرة، بل هي إشارة إلى العبقرية الهندسية والفلكية التي بنيت بها. فالأهرامات ليست أكوامًا عشوائية من الحجارة، بل هي تجسيد للرياضيات الدقيقة. كل زاوية من زوايا ميلها محسوبة بدرجة مذهلة من الإتقان، كما أن مواقعها لم تحدد اعتباطًا، بل تم تحديدها بناءً على حسابات فلكية معقدة لترتبط بمواقع النجوم في السماء، مثل محاذاتها الدقيقة مع حزام كوكبة الجبار. إذن، هي بالفعل تحمل في تصميمها مقاييس للزوايا والمسافات الفلكية والأرضية، مما يجعلها أعجوبة في الهندسة والقياس. وبهذا تتضافر كل الأدلة لتشير بشكل قاطع إلى هذا الإنجاز الإنساني الخالد.
إقرأ أيضا:توصف المغالطات أحيانًا بالسفسطات 1 نقطة صواب خطأ