انشدك عن رمز مع البدو موجود تحصله مع ساكنين المدينة
- الإجابة: الميسم
شرح الإجابة
إن جوهر هذا اللغز يكمن في وظيفته العميقة التي تتجاوز شكله المادي، فهو رمز يتشكل حسب البيئة التي يُستخدم فيها، ولكنه يحتفظ بغاية واحدة لا تتغير. في عالم البادية الشاسع، يظهر الميسم كأداة حديدية تُحمّى على النار لكيّ الإبل وغيرها من المواشي.
هذه العملية، المعروفة بالوسم، ليست مجرد إجراء عشوائي، بل هي بمثابة علامة فارقة ونظام توثيق عريق، حيث يمثل كل وسم القبيلة أو الأسرة المالكة، فهو أشبه بشهادة ملكية حية منقوشة على كائن حي، وجزء لا يتجزأ من التراث البدوي الأصيل الذي يحفظ الحقوق ويميز الممتلكات في فضاء الصحراء المفتوح.
ثم ينتقل بنا اللغز ببراعة فائقة من هذا المشهد التقليدي إلى قلب الحياة المعاصرة. فهنا، في بيئة المدينة المنظمة، يتحول مفهوم “الميسم” ليأخذ شكلاً مختلفاً تماماً، ولكنه يؤدي الغرض ذاته. إنه الختم الرسمي الذي تراه في الدوائر الحكومية أو على المستندات في المؤسسات التجارية. هذا الختم، بحبره الذي يلامس الورق، يترك بصمة لا تختلف في جوهرها عن وسم الإبل؛ فكلاهما أداة توثيق تضفي الصبغة الرسمية وتؤكد المصداقية.
فكما أن الميسم الحديدي يثبت ملكية البدوي لِماشيته، فإن الختم المطاطي أو الإلكتروني يوثق صحة المعاملات الرسمية ويمنحها القوة القانونية. وهكذا، نجد أن هذا الرمز، سواء كان ناراً وكَيّاً أو حبراً وورقاً، يظل دوره الأساسي هو إثبات الهوية والملكية، رابطاً بذلك بين حياة البداوة البسيطة وتعقيدات الحياة الحضرية الحديثة بعبقرية لغوية فريدة.
إقرأ أيضا:ما هو جمع كلمة حليب