حل لغز انشدك عن ضيف يضيف المعازيب يذبح عشاه ولا يذوق العزيمة يشرب ولا ياكل يسمع ولا يجيب

السؤال: انشدك عن ضيف يضيف المعازيب يذبح عشاه ولا يذوق العزيمة يشرب ولا ياكل يسمع ولا يجيب؟

الإجابة: المولود الجديد

شرح الإجابة:

عند ولادة الطفل، يدخل إلى حياة الأسرة كضيف استثنائي، ليس كأي ضيف عابر، بل كمن يغير ترتيب البيت ويقلب الموازين العاطفية والاجتماعية. هذا الضيف الصغير، رغم صمته، يفرض حضوره بقوة، فتُقام الولائم وتُذبح الذبائح وتُجهز الموائد، لا احتفاءً بما قال أو فعل، بل احتفاءً بوجوده ذاته. ومن هنا جاءت العبارة “يضيف المعازيب”، أي أن أهل البيت يصبحون هم من يستقبلون الضيوف بسببه، ويكرمونهم بعشاء فاخر، رغم أن صاحب المناسبة لا يأكل منه شيئاً.

وبالانتقال إلى وصف “يذبح عشاه ولا يذوق العزيمة”، فإن هذا التعبير يحمل دقة لغوية ومعنوية. فالطفل حديث الولادة لا يتناول الطعام الذي يُحضّر لأجله، بل يكتفي بالحليب، سواء من الأم أو من الرضاعة الصناعية. جهازه الهضمي لا يزال في مرحلة النمو، ولا يمتلك الأسنان التي تؤهله لتناول الطعام الصلب. وهنا يظهر التناقض الجميل: يُذبح العشاء تكريماً له، لكنه لا يذوق منه شيئاً، مما يعكس رمزية الاحتفال أكثر من وظيفته الغذائية.

أما عبارة “يشرب ولا يأكل”، فهي توصيف علمي دقيق لحالة الرضيع. فالغذاء الوحيد الذي يتلقاه هو السوائل، وتحديداً الحليب، الذي يحتوي على العناصر الغذائية الأساسية مثل البروتينات والدهون والفيتامينات اللازمة لنموه. لا يحتاج الطفل في هذه المرحلة إلى عملية المضغ أو الهضم المعقد، بل يعتمد على الامتصاص المباشر للسوائل، مما يجعل الرضاعة الوسيلة المثلى لتغذيته.

إقرأ أيضا:في التفاعلات الماصة للحرارة تكون طاقة المواد المتفاعلة

وفيما يتعلق بجزء “يسمع ولا يجيب”، فإن حاسة السمع لدى الطفل تبدأ بالعمل منذ مراحل الحمل الأخيرة، ويستطيع تمييز الأصوات بعد الولادة، خاصة صوت الأم. ومع ذلك، فإن قدرته على الرد أو التفاعل اللفظي تكون محدودة للغاية. الجهاز العصبي المسؤول عن النطق لا يزال في طور التكوين، والعضلات المرتبطة بالكلام لم تكتسب بعد التنسيق اللازم. لذا، فهو يسمع ويستقبل الأصوات، لكنه لا يملك القدرة على التعبير أو الرد، مما يجعل التواصل معه أحادي الاتجاه في البداية.

إقرأ أيضا:من الأدلة التي استند عليها راذرفورد في نموذجه النووي عبور معظم جسيمات ألفا وارتداد بعضها بزوايا اكبر من 90 درجة

وبذلك، يتضح أن هذا اللغز لا يعتمد على الغموض اللغوي فقط، بل يستند إلى فهم عميق للخصائص البيولوجية والسلوكية للمولود الجديد. إنه لغز يجمع بين الصورة الشعرية والمعلومة العلمية، ويعكس كيف يمكن للغة أن تشرح الظواهر الإنسانية بأسلوب رمزي دقيق، دون أن تفقد عمقها أو وظيفتها التفسيرية.