حل لغز بياضة بياض القطنة وإن سحبناه انتفخ بطنه
الشراع
شرح الإجابة
يكمن مفتاح هذا اللغز في تفكيك وصفه الدقيق الذي يجمع بين حالتين متناقضتين لشيء واحد. فالعبارة الأولى، “بياضة بياض القطنة”، ترسم صورة جلية لحالة السكون. إن الشراع، وهو الجزء المحوري في أي مركب شراعي، يُصنع غالباً من قماش الكانفاس أو مواد حديثة كألياف الدكرون، وهي مواد تتميز بلونها الأبيض الناصع. وعندما يكون الشراع مطوياً أو محفوظاً قبل الإبحار، فإنه يبدو ككومة قماش بيضاء ضخمة وهادئة، تشبه في مظهرها القطن المكدس، لا توحي بأي قوة أو حركة كامنة.
ثم ننتقل إلى الشق الثاني من اللغز، “وإن سحبناه انتفخ بطنه”، وهنا تتجلى عبقرية الوصف التي تصور لحظة التحول من السكون إلى الحركة. فعملية “السحب” لا تعني جره على الأرض، بل هي إشارة إلى رفعه على سارية السفينة بواسطة الحبال والبكرات. في تلك اللحظة الحاسمة، ما أن يبدأ البحارة بسحبه لأعلى وتعريضه لمجرى الهواء، حتى تتدفق الرياح لتملأ تجويفه. وهنا يحدث الانتفاخ؛ حيث يتحول القماش المسطح إلى بنية مقوسة ومنتفخة تشبه “البطن”، وهذه البنية هي سر الديناميكا الهوائية التي تسخر طاقة الرياح لدفع القارب إلى الأمام.
وبالتالي، يربط اللغز ببراعة فائقة بين هوية الشيء المرئية في حالة الخمول ووظيفته الحركية عند تفعيله. فالشراع هو ذلك الكيان الذي يجمع بين بياض القطن الساكن وبين البطن المنتفخ الذي يصارع الأمواج ويدفع السفن عبر المحيطات. هذا الانتقال من حالة إلى أخرى هو جوهر الملاحة الشراعية وقلب هذا اللغز المحكم، حيث لا يصف الشيء بحد ذاته فقط، بل يصف عملية تحوله من مجرد قماش إلى محرك قوي يعتمد على الطبيعة، وهذا ما يجعل من “الشراع” الإجابة الوحيدة المنطقية.
إقرأ أيضا:كيف يغير الترسيب سطح الأرض لمادة العلوم للصف الثالث الإبتدائي