حل لغز توفي رجل وترك لأولاده الثلاثة 17 جملاً

السؤال: توفي رجل وترك لأولاده الثلاثة 17 جملاً، وأوصى بأن يأخذ الابن الأول نصف التركة، والثاني ثلثها، والثالث تسعها. كيف يمكن تنفيذ هذه الوصية دون قسمة أي جمل؟

• الإجابة: أضاف القاضي جملاً واحداً من عنده إلى التركة مؤقتاً، ليصبح المجموع 18 جملاً، ثم قام بتقسيمها حسب وصية الأب، وبعد أن أخذ كل ابن نصيبه، استرد القاضي جمله.

شرح الإجابة:

تكمن المشكلة الأساسية في هذا اللغز في طبيعة الأرقام نفسها. فالرقم 17 عدد أولي لا يقبل القسمة على 2 أو 3 أو 9 دون أن ينتج عن ذلك كسور، وهو أمر مستحيل عند التعامل مع كائنات حية مثل الجمال. فلا يمكن أن يأخذ الابن الأول ثمانية جمال ونصف، أو أن يحصل الثاني على خمسة جمال وثلثين. هنا تظهر استحالة تطبيق الوصية بحذافيرها بشكل مباشر، مما استدعى حلاً إبداعياً يتجاوز الحسابات التقليدية.

عندما وصل القاضي، أدرك ببديهته الثاقبة أن جوهر المعضلة ليس في التركة ذاتها، بل في آلية القسمة التي نصت عليها الوصية. ولذلك، لم يحاول قسمة المستحيل، بل قام بتغيير الرقم الذي ستتم عليه عملية القسمة. بادر بإضافة جمله الخاص إلى القطيع، فارتفع العدد الكلي من 17 إلى 18 جملاً. هذا الرقم، على عكس سابقه، هو عدد مرن ومثالي للقسمة على 2 و3 و9، وهي المقامات الكسرية المذكورة في وصية الرجل.

وبناءً على هذا التعديل المؤقت، شرع القاضي في تنفيذ القسمة بكل سلاسة. فأخذ الابن الأكبر نصف التركة الجديدة، أي نصف الـ 18 جملاً، فكان نصيبه 9 جمال كاملة. ثم تقدم الابن الثاني ليحصل على ثلثها، أي ثلث الـ 18، فنال 6 جمال. وأخيراً، جاء دور الابن الأصغر الذي كان نصيبه تسع التركة، أي تسع الـ 18، فحصل على جملين اثنين.

وهنا تتجلى عبقرية الحل في اللحظة الحاسمة. فعندما نجمع الأنصبة التي حصل عليها الإخوة الثلاثة (9 + 6 + 2)، نجد أن المجموع هو 17 جملاً، وهو العدد الأصلي للتركة التي خلفها والدهم. لقد أخذ كل واحد منهم حصته كاملة وفقاً للوصية، وتبقى جمل واحد فقط، وهو الجمل الذي أضافه القاضي في البداية كأداة لتسهيل الحساب. وفي الختام، استرد القاضي جمله، وانتهت القسمة بعدل ورضا، دون المساس بالتركة الأصلية أو قسمة أي جمل. هذا الحل ليس مجرد خدعة رياضية، بل هو تطبيق للمنطق الذي يرى ما وراء الأرقام لإيجاد مخرج للمشكلات المستعصية.