حل لغز خيره في بطنه وشره في ظهره

ما هو الشيء الذي خيره في بطنه وشره في ظهره؟

شرح الإجابة

إن تفكيك هذا اللغز يكشف عن عبقرية الوصف ودقة الملاحظة في الأشياء التي تحيط بنا يومياً. فالجواب، وهو القدر، يجسد هذه الثنائية المتناقضة بشكل مادي ومباشر، حيث ينبع خيره من وظيفته الأساسية، بينما يلتصق به شره كأثرٍ ملازمٍ لعمله.

فإذا ما تأملنا في “بطن” هذا الكائن الجامد، نجد أنه تجويفه الداخلي الذي يحتضن الطعام ومختلف المكونات، ليحولها بفعل الحرارة إلى وجبة شهية تمنح الحياة والقوة. هذا هو “خيره” المطلق، فهو مصدر التغذية والمنفعة، حيث يتم فيه سر عملية الطهي التي تحول المواد الأولية إلى قوام جديد ومذاق غني. فكل ما في باطنه هو عطاء خالص ونماء.

وعلى النقيض تماماً، يتجلى “شره” في “ظهره”، أي على سطحه الخارجي وقاعدته التي تلامس اللهب مباشرة. هذا الاحتكاك الدائم مع النار أو الموقد يخلف وراءه أثراً لا مفر منه، وهو السواد الداكن أو الهباب المتراكم. هذا الشر ليس شراً بالمعنى الأخلاقي، بل هو وصف للحالة غير المرغوبة والملوثة التي تصيب ظاهره، وهو الثمن الذي تدفعه هذه الأداة المطبخية لتقوم بمهمتها النبيلة في الداخل.

وهكذا، نصل إلى حقيقة أن خير القدر وشره وجهان لعملة واحدة؛ فلا يمكن الحصول على المحتوى النافع في باطنه دون أن يتعرض ظاهره لسواد اللهب. يمثل اللغز بذلك استعارة بليغة للعلاقة بين السبب والنتيجة، وكيف أن بعض المهام العظيمة قد تترك آثاراً جانبية غير محببة، وهو ما يميز العديد من أواني الطبخ عبر التاريخ.