سئل رجل عن أشد أولاده الثلاثة ذكاء فقال: “ما رأيت أذكى من الأصغر بعد الأكبر إلا الأوسط”، فمن هو أذكاهم؟
الإجابة: الابن الأذكى هو الأوسط، يليه في الترتيب الأكبر، ثم الأصغر.
شرح الإجابة:
إن مفتاح فك شفرة هذا اللغز البديع لا يكمن في مقارنة مباشرة بين الكلمات، بل في فهم التركيب اللغوي الدقيق الذي صاغ به الأب إجابته الماكرة. فالجملة، على بساطتها الظاهرية، تخفي في طياتها دلالة عميقة تنقلب بها الموازين، وهذا يتجلى بوضوح عند تحليل أجزائها بمنهجية ورويّة.
ينطلق الحل من نقطة محورية واحدة وهي أداة الحصر “إلا”، فهي ليست مجرد كلمة عابرة، بل هي الأداة التي تعزل وتُميّز ما بعدها عن حكم ما قبلها. عندما قال الأب جملته، فهو قد وضع الأكبر والأصغر في كفة مقارنة واحدة، ثم استخدم الاستثناء ليُخرج الابن الأوسط من هذه المقارنة بالكامل ويضعه في مرتبة فريدة ومنفصلة، مرتبة التفوق المطلق عليهم جميعاً.
وبناءً على هذا الاستدلال، يتضح لنا هرم الذكاء بشكل جلي. فالأوسط، بفضل أداة الاستثناء، يتربع على قمة الهرم دون منازع. من ثم نعود إلى الجزء الأول من الجملة: “ما رأيت أذكى من الأصغر بعد الأكبر”، هذا الجزء من النص يحدد ببراعة الترتيب بين الابنين المتبقيين. فكلمة “بعد” هنا لا تعني الترتيب الزمني، بل الترتيب في درجة الذكاء، أي أن مرتبة الأصغر تأتي تالية لمرتبة الأكبر، مما يضع الأكبر في المرتبة الثانية.
إقرأ أيضا:القراءة هي زاد الفكر والشعور والخيال يستطيع الإنسان بها أن يجمع الحيوات في عمر واحدبهذا الشكل، نصل إلى ترتيب تنازلي دقيق للقدرات العقلية للأبناء: الأوسط هو الأذكى بلا مقارنة، يليه الأكبر، وفي قاعدة الهرم يأتي الأصغر. إن عبقرية الجواب لا تكمن في المعلومة ذاتها، بل في البلاغة التي استخدمها الأب، فقد حوّل إجابة مباشرة إلى اختبار فطنة لمن يستمع إليه، وهو ما يكشف عن مكامن الذكاء لدى السائل والمجيب على حد سواء.
إقرأ أيضا:يؤثر المناخ في انواع المخلوقات الحيه التي تعيش في المنطقه صح ام خطافي المحصلة النهائية، يتطلب حل هذا اللغز تجاوز النظرة السطحية والتعمق في التحليل الدلالي للجملة، وفهم كيف يمكن لأداة نحوية واحدة أن تعيد تشكيل المعنى بأكمله. فالجملة ليست مجرد وصف، بل هي شهادة مرتبة بعناية فائقة، تكشف عن حقيقة لا يدركها إلا من يمتلك بصيرة نافذة تتجاوز ظاهر الكلمات إلى جوهر المقاصد.