حل لغز شنهو الشي اللي أن أخذت منه كبر وان عطيته صغر

السؤال: حل لغز شنهو الشي اللي أن أخذت منه كبر وان عطيته صغر؟

شرح الإجابة:

يكمن عمق هذا اللغز في قدرته على تحدي الفهم التقليدي للعلاقات السببية؛ إذ إن المنطق الأولي يقودنا للاعتقاد بأن الأخذ يُنقص والعطاء يزيد. بيد أن هذا اللغز يعكس المعادلة، ويجبرنا على التفكير في كيان تتحدد هويته عبر النقصان لا الزيادة، وهو ما ينطبق تماماً على مفهوم الحفرة. إنها لغز يتلاعب باللغة ليصف ظاهرة فيزيائية بسيطة بطريقة غير متوقعة.

وهنا يتجلى جوهر الشق الأول من اللغز، فعملية “الأخذ” من الحفرة لا تعني سوى إزالة التراب أو الرمل أو أي مادة تشكل أرضيتها وجوانبها. إن هذا الفعل، الذي هو في حقيقته فعل الحفر، يؤدي بشكل مباشر إلى توسيع نطاق الفراغ الذي تمثله الحفرة. فكلما أخذت منها، أي كلما أزلت المزيد من المادة، زاد عمقها واتساعها، وتضخمت أبعادها الهندسية. بالتالي، فإن “الأخذ” هنا هو مرادف لـ “التوسيع”، وهي علاقة عكسية فريدة من نوعها.

وعلى النقيض تماماً، يأتي الشق الثاني ليشرح عملية “العطاء” التي تؤدي إلى التصغير. عندما “تعطي” الحفرة شيئاً، فأنت في الواقع تملأ التجويف الذي تشكله. سواء أكان هذا العطاء يتمثل في إعادة التراب إليها، أو إضافة الحجارة ومواد أخرى، فإن النتيجة الحتمية هي تقليص حجم الفراغ. إن عملية الردم هذه تقلل من مساحتها وتطمر عمقها تدريجياً، إلى أن تتلاشى وتعود جزءاً من السطح المستوي، وبذلك تكون قد “صغرت” حتى الاختفاء.

وبهذا المنطق المترابط، ندرك أن الحفرة ليست كائناً مادياً إيجابياً، بل هي كيان سلبي يُعرَّف بغياب المادة. هذا هو المفتاح الذي يفتح مغاليق اللغز، فكل تفاعل معها يؤدي إلى نتيجة معاكسة لما يحدث مع الأجسام المادية. إن حل هذا اللغز لا يتطلب معرفة معقدة، بل يتطلب مرونة في التفكير والقدرة على رؤية الأمور من منظور مختلف، وهو ما يعرف بمهارة التفكير الجانبي الذي ينظر إلى العلاقة بين الشيء وبيئته المحيطة.