السؤال: ما هو الشيء الذي إذا أردت استخدامه قتلته، وإذا قتلته بكيت عليه؟
شرح الإجابة:
يكمن حل هذا اللغز في فهم الطبيعة المزدوجة للتعامل مع هذا النبات، حيث ينقسم التفسير إلى شقين مترابطين ببراعة. يتجسد الشق الأول، وهو “قتله” عند الاستخدام، في عملية التقطيع اللازمة لإعداده للطهي. فهذه العملية تمثل فعليًا نهاية حياة البصلة ككيان نباتي كامل، وتعد الخطوة الجوهرية للاستفادة من نكهته وخصائصه في الطعام، وبذلك يكون “الذبح” هنا استعارة مجازية دقيقة لفعل التقطيع الذي يسبق الاستعمال. من ثم، ننتقل إلى الجزء الثاني والأكثر إثارة، وهو البكاء الذي يعقب هذا الفعل. فما يحدث ليس تفاعلًا عاطفيًا، بل هو استجابة فسيولوجية بحتة وعملية كيميائية معقدة. عند قطع أنسجة البصل، تتمزق خلاياه الداخلية، مما يؤدي إلى إطلاق إنزيمات كانت معزولة سابقًا. تختلط هذه الإنزيمات، وتحديدًا إنزيم “سينثاز العامل المسيل للدموع”، مع مركبات الكبريت الموجودة بوفرة في خلايا البصل. ينتج عن هذا التفاعل الكيميائي السريع تكوّن مركب كبريتي طيّار وغير مستقر، وهو غاز يُعرف علميًا باسم “أكسيد البروبانثيال”. ينتشر هذا الغاز المهيّج في الهواء ويصل إلى عينيك، وعندما يلامس قرنية العين، فإنه يتحول إلى كمية ضئيلة من حمض الكبريتيك. وهنا تتدخل آلية الدفاع الذكية في الجسم، حيث تقوم الغدد الدمعية بإفراز الدموع فورًا لغسل هذا العنصر المخرّش وتخفيفه وحماية العين منه. إذن، فالبكاء ليس حزنًا على “ذبحه”، بل هو نتيجة مباشرة وحتمية لتلك السلسلة من التفاعلات الكيميائية الدفاعية التي أطلقها فعل التقطيع نفسه، مما يجعل البصل الإجابة المنطقية والفريدة لهذا اللغز المحيّر.