مناهج المملكة العربية السعودية

حل لغز طير طار في الابحار ماله ريش ولا منقار عيونه حبة الكزبرة وريوله مثل المنشار

حل لغز طير طار في الابحار ماله ريش ولا منقار عيونه حبة الكزبرة وريوله مثل المنشار

  • الإجابة: الجرادة

  • شرح الإجابة:

    إن هذا اللغز الشعبي البديع يُمثل لوحة فنية مرسومة بالكلمات، حيث يستدرج العقل نحو صورة مخلوق مألوف، ثم ينسف هذه الصورة بتفاصيل دقيقة لا تنطبق عليه، وهنا تكمن عبقريته. فالإجابة، وهي الجرادة، لا تظهر إلا بعد تفكيك كل وصف على حدة وربطه بالخصائص البيولوجية لهذه الحشرة المذهلة. فالوصف الأول “طير طار في الأبحار” لا يقصد به الطيور المعروفة، بل هو استعارة لقدرة الجراد على الطيران لمسافات هائلة ضمن أسراب مليونية، عابرةً الصحاري الشاسعة والمسطحات المائية أحياناً في هجرات جماعية، فتبدو للناظر من بعيد كأنها سحابة متحركة أو بحر متلاطم في السماء، ومن هنا جاءت إشارة “الأبحار” كتعبير مجازي عن الاتساع والمدى اللامحدود لرحلتها.

    ثم ينتقل اللغز بذكاء حاد إلى مرحلة النفي لترسيخ الهوية الحقيقية للمخلوق، فعبارة “ماله ريش ولا منقار” هي الضربة القاضية التي تستبعد فئة الطيور بشكل قاطع. فعلى الرغم من قدرته الفائقة على التحليق، إلا أن هذا الكائن هو حشرة بكل المقاييس، يغطي جسمه هيكل خارجي صلب وتدفعه في الهواء أجنحة غشائية شفافة وقوية، لا ريش يكسوها. وفوق ذلك، فإنه لا يمتلك منقاراً لجمع طعامه، بل يمتلك فكوكاً قوية وأجزاء فم قارضة حادة تمكنه من التهام النباتات والمحاصيل الزراعية بنهم وشراهة، وهو ما يميزه عن الطيور التي تستخدم مناقيرها لأغراض متنوعة.

    إقرأ أيضا:القانون الذي ينظم علاقات العمل يسمى ب

    بعد ذلك، يقدم اللغز دليلاً بصرياً دقيقاً عبر تشبيه “عيونه حبة الكزبرة”، وهو وصف يتجاوز السطحية ليلامس الواقع العلمي. فعيون الجرادة بالفعل عيون مركبة، تتميز بـشكلها الكروي وبروزها على جانبي الرأس، مما يمنحها مجال رؤية واسعاً جداً. هذا الشكل الدائري الصغير، مع لونها الداكن أحياناً، يجعل مقارنتها ببذور الكزبرة تشبيهاً بصرياً عبقرياً ومطابقاً للحقيقة، فهو يجسد حجمها وشكلها وموقعها بدقة متناهية لا يلحظها إلا المراقب الفطن للطبيعة.

    أما المقطع الأخير “ريوله مثل المنشار”، فهو يكشف عن تفصيل تشريحي مدهش في أرجل هذه الحشرة. لا يتعلق الأمر بأن أرجلها تقطع الأشياء، بل بشكلها البنيوي. فالجرادة تمتلك، خاصة في زوج الأرجل الخلفية القوية التي تستخدمها للقفز، صفوفاً من الأشواك الدقيقة الحادة على طول قصبة الساق. هذه النتوءات، التي تشبه أسنان المنشار، تمنحها القدرة على التشبث بالأسطح النباتية الملساء وتساعدها في تثبيت نفسها بقوة، وتُعد هذه التراكيب المسننة سمة مميزة لا يمكن إغفالها عند فحصها عن قرب.

    وهكذا، نرى كيف أن هذا اللغز ليس مجرد تسلية عابرة، بل هو درس مكثف في قوة الملاحظة والوصف الدقيق. فهو ينسج من خيوط متناقضة ظاهرياً صورة متكاملة لكائن فريد، مستخدماً التشبيه كأداة رئيسية لتقريب الصورة إلى الذهن. كل جزء من اللغز يعمل كقطعة أحجية، وعندما تجتمع، لا تشير إلا إلى كائن واحد يجمع كل هذه الصفات العجيبة: الجرادة، تلك الحشرة التي لعبت دوراً محورياً في النظام البيئي وتاريخ الحضارات على حد سواء.

    إقرأ أيضا:طريقة من طرائق التفكير العلمي يتم من خلالها تعزيز إدراك فكرة
    السابق
    استحضر لحظات من التاريخ لاستعراض حياة عالمين مشهورين حظيا بالتقدير لاكتشافهما ترکیب DNA
    التالي
    أنفقت مريم 8 ريالات ثمن كراسة و 5 ريالات ثمن قلم ونصف ما بقى معها ثمن علبة عصير وبقى معها ريالان فكم ريالا كان معها في البداية

    اترك تعليقاً