مناهج المملكة العربية السعودية

حل لغز عينان عينان لا ترقى دموعهما في كل عين من العينين نونان، نونان نونان لم يخططهما قلم في كل نون من النونين عينان

حل لغز عينان عينان لا ترقى دموعهما في كل عين من العينين نونان، نونان نونان لم يخططهما قلم في كل نون من النونين عينان

السؤال: حل لغز عينان عينان لا ترقى دموعهما في كل عين من العينين نونان، نونان نونان لم يخططهما قلم في كل نون من النونين عينان

  • الإجابة: العينان هما نبعان من الماء، والنونان هما سمكتان في كل نبع، ولكل سمكة عينان حقيقيتان.

  • شرح الإجابة :

    إن مفتاح الولوج إلى أعماق هذا اللغز يكمن في تفكيك طبقات المعنى لكلمة “عين”. فالبيت الأول “عينان عينان لا ترقى دموعهما” لا يشير إلى العضو البصري، بل ينتقل بنا ببراعة إلى معنى آخر تماماً، وهو نبع الماء الجاري. هذه الانطلاقة المباغتة هي جوهر الخدعة اللغوية، فالنبع يتدفق باستمرار دون أن “يبكي” أو تترقرق فيه الدموع، وهذا الوصف يطابق حاله بدقة متناهية، مُهيئاً المسرح لظهور العنصر التالي في هذه الأحجية المحكمة.

    ومن ثم، يأخذنا اللغز خطوة أعمق مع عبارة “في كل عين من العينين نونان”، وهنا يتجلى مكر الصانع. فكلمة “نونان” ليست إشارة إلى الحرف الهجائي، بل هي تثنية لكلمة “نون”، وهو اسم فصيح من أسماء الحوت أو السمك في اللغة العربية، ولعل أشهر شاهد على ذلك هو لقب نبي الله يونس “ذو النون”. وبذلك، يتضح المشهد أكثر: في كل نبع من هذين النبعين، تعيش سمكتان، مما يربط الماء بالحياة الكامنة فيه.

    ينتقل بنا الشطر التالي “نونان نونان لم يخططهما قلم” ليقطع الشك باليقين ويوجه الفكر في المسار الصحيح. هذا التأكيد على أن هذين “النونين” لم ترسمهما ريشة فنان أو يخطّهما قلم كاتب، هو الدليل القاطع على أنهما كائنات حية حقيقية وليست مجرد رموز أو حروف من الأبجدية العربية. هذا التكرار والتوضيح يعمل كمرشِد خفي، يمنع العقل من الشرود في تفسيرات رمزية أو كتابية ويبقيه في عالم الواقع المادي.

    إقرأ أيضا:تعد الحاسبات الشخصيه اكثر الحاسبات شيوعا صواب ام خطا

    وهنا نصل إلى الخاتمة المدهشة والالتفاف الأخير في اللغز “في كل نون من النونين عينان”، حيث تعود كلمة “عين” إلى معناها الأولي والمألوف، ولكن في سياق جديد تماماً. فالمقصود هنا هو الأعضاء البصرية الحقيقية التي تمتلكها كل سمكة. ففي داخل كل “نون” (سمكة)، يوجد “عينان” للرؤية. لقد أكمل اللغز دورته الكاملة، مبتدئاً بالعين بمعنى النبع ومنتهياً بالعين بمعنى البصر، في رحلة لغوية بديعة.

    خلاصة القول، إن عبقرية هذا اللغز تكمن في بنائه المتدرج الذي يعتمد على فن البلاغة العربية واستغلال ظاهرة تعدد المعاني للكلمة الواحدة. فهو يقود المستمع في رحلة ذهنية تبدأ من ينابيع المياه، ثم تغوص لتكشف عن الأسماك التي تقطنها، وتنتهي بالتحديق في تفصيل دقيق وهو أعين تلك الأسماك ذاتها. إنه ليس مجرد لغز، بل هو استعراض فذ لمرونة اللغة العربية وقدرتها الفائقة على بناء صور مركبة ومعقدة بأبسط الكلمات.

    إقرأ أيضا:حققت أوروبا انجازاً عظيماً في منتصف القرن الخامس عشر في مجال الملاحة
    السابق
    أي الجمل الآتية صحيحة اعتمادا على المعادلة س + ٣ = ٧

    اترك تعليقاً