السؤال: كان في ثلاث نملات ماشيين ورا بعض، قالت الأولى أنا ورايا نملتان، وقالت الثانية أنا ورايا نملة واحدة، وقالت الثالثة أنا ورايا خمس نملات، لماذا؟
- الإجابة: لأن النملة الثالثة، التي تسير في مؤخرة الصف، ببساطة لا تقول الحقيقة.
شرح الإجابة:
دعنا نفكك هذا الموقف المثير للاهتمام خطوة بخطوة لنرى الصورة الكاملة بوضوح. لدينا مشهد بسيط: ثلاث نملات يسِرن في طابور واحد، واحدة تلو الأخرى. تصريح النملة الأولى، التي في المقدمة، بأن خلفها نملتين هو وصف دقيق للواقع لا غبار عليه. وبالمثل، فإن شهادة النملة الثانية، التي تحتل الموقع الأوسط، بوجود نملة واحدة خلفها هي الأخرى حقيقة منطقية ومطابقة لموقعها في الصف. هذان التصريحان يؤسسان لقاعدة من الصدق والمنطق داخل سياق اللغز.
ولكن، هنا يأتي المنعطف الذي يقلب الموازين ويُدخلنا إلى جوهر الأحجية. النملة الثالثة، الموجودة في آخر الطابور والتي من المفترض ألا يكون خلفها أي أحد، تدّعي بشكل غريب أن وراءها خمس نملات. هذا الادعاء يتناقض بشكل صارخ ومباشر مع المعطيات الأساسية للمشهد، حيث إن العدد الإجمالي للنملات هو ثلاث فقط. هذا التضارب الصريح بين الواقع المعلن والواقع الفعلي هو مفتاح الحل الذي نبحث عنه.
وهذا التناقض هو ما يقودنا إلى طبيعة هذا النوع من الألغاز. فالمسألة ليست عملية حسابية معقدة أو لغزاً بصرياً يتطلب قوة ملاحظة خارقة، بل هي دعوة صريحة لممارسة ما يعرف بـ “التفكير الجانبي”، وهو القدرة على النظر إلى المشكلات من زوايا غير متوقعة. فعندما تستعصي الحقائق المادية على تفسير عبارة ما، يصبح من الضروري التشكيك في مصداقية العبارة نفسها بدلاً من البحث عن تفسيرات خفية لا وجود لها.
إقرأ أيضا:حل لغز لدي مدن ولكن لا يوجد لدي بيوت لدي جبال ولا يوجد لدي أشجار لدي بحار ولا يوجد لدي أسماك فمن أكونبناءً على ما سبق، يتجلى لنا أن الاستنتاج الأكثر منطقية وبساطة هو أن النملة الثالثة لم تكن ملتزمة بالصدق في كلامها. إنها تختلق معلومة غير صحيحة، سواء على سبيل المزاح أو الخداع. فاللغز لا يختبر قدرتنا على العد، بل يختبر مرونتنا الذهنية في إدراك أن أبسط الحلول، مثل احتمالية الكذب، قد يكون هو الحل الصحيح عندما تتعارض الأقوال مع الحقائق الثابتة.