السؤال: ما هو الشيء الذي يأكل ولا يشرب ولا يتنفس ويمشي فوق اليابسه؟
شرح الإجابة:
إن الجواب يكمن في فهم طبيعة النار كظاهرة كيميائية وليست كائناً حياً، وهنا يتجلى عمق اللغز. فالنار “تأكل” بمعنى أنها تستهلك المادة القابلة للاشتعال كالحطب والورق، محولة إياها إلى طاقة ورماد في عملية تُعرف بالاحتراق، وهذا هو غذاؤها أو وقودها. ومن ثم، فإنها “تمشي” حين تنتشر ألسنة اللهب وتتقدم على الأرض أو أي سطح آخر ما دام هنالك ما تتغذى عليه من وقود، فيبدو الأمر وكأنه حركة أو زحف منظم. والأمر الأكثر إثارة للتأمل هو أنها لا تشرب، فالماء عدوها اللدود الذي يطفئها ويخمدها، على عكس الكائنات التي تحتاج الماء للبقاء. أما عن كونها “لا تتنفس”، فهنا يكمن جوهر الخدعة الفكرية؛ فعلى الرغم من أن عملية الاحتراق تتطلب الأكسجين بشكل أساسي لتحدث، إلا أن النار لا تمتلك جهازاً تنفسياً أو رئتين، بل هو تفاعل كيميائي مباشر يستخدم غاز الأكسجين كعنصر لإتمام الاشتعال. إذن، هي ظاهرة تلتهم وتنتشر لكنها تفتقر لأبسط خصائص الحياة البيولوجية كالشرب والتنفس.