حل لغز ما هو الكائن الذي فيه نسبة من زجاج في جسمه وهو مذكور في القرآن الكريم

السؤال: ما هو الكائن الذي فيه نسبة من زجاج في جسمه وهو مذكور في القرآن الكريم؟

• الإجابة: النمل

شرح الإجابة:

إن الإجابة على هذا اللغز المثير تكمن في كائن صغير الحجم، عظيم الشأن، خُصصت له سورة كاملة في القرآن الكريم وهي “سورة النمل”. هذه المخلوقات التي تبدو بسيطة في ظاهرها، تحمل في تكوينها أسراراً وإعجازاً علمياً باهراً يتجلى في تركيب هيكلها الخارجي الصلب، والذي يمثل درعها الواقي وجهازها العضلي في آن واحد.

أما عن الشق المتعلق بوجود مادة شبيهة بالزجاج في تكوينها، فإننا ننتقل هنا إلى عالم الكيمياء الحيوية. يتكون الهيكل الخارجي للنمل بشكل أساسي من مادة قوية تُعرف بـ “الشيتين”، ولكن الأعجوبة لا تقف عند هذا الحد. لقد اكتشف العلماء أن أجزاء حيوية من جسد النملة، وخصوصاً فكوكها القاطعة وأطرافها، مدعمة بعنصر السيليكون. هذا العنصر هو المكون الرئيسي للرمل والكوارتز، وهو المادة الخام التي يُصنع منها الزجاج. هذا الدمج المتقن يمنح الغلاف الخارجي صلابة استثنائية وقدرة فائقة على التحمل.

وهذا الدمج البديع بين المادة العضوية والمعدنية ليس عبثياً على الإطلاق، بل هو سر من أسرار قوة النمل الهائلة. فوجود مركبات السيليكا في هيكلها لا يمنحها الحماية من الأعداء والظروف البيئية القاسية فحسب، بل يعزز من قوة فكيها بشكل مذهل، مما يمكنها من قطع أوراق الشجر وحمل أشياء تفوق وزنها بأضعاف مضاعفة. إنها هندسة ربانية دقيقة تمنح هذا الكائن الصغير قدرات تفوق حجمه بكثير.

إقرأ أيضا:احد اهم مباني المسجد الاقصى له قبة رصاصية من 6 حروف

وهكذا، يتضح لنا الرابط المذهل؛ فالكتاب الكريم يلفت أنظارنا إلى عالم النمل في قصة نبي الله سليمان عليه السلام، والعلم الحديث يكشف لنا عن أحد أسرار عظمة هذا العالم، والمتمثل في درعه الخارجي المدعم بمادة السيليكا، ليجتمع بذلك الإعجاز القرآني مع الاكتشاف العلمي في نقطة واحدة تؤكد على دقة وإبداع الخلق في أصغر التفاصيل.