السؤال: ما هو حل لغز مدينة خضرا انهارها حمرا سكانها عبيد ومفتاحها حديد؟
الإجابة: البطيخ (أو الرقي كما يعرف في بعض المناطق).
شرح الإجابة:
إن هذا اللغز ليس وصفًا لمكان جغرافي حقيقي، بل هو استعارة بليغة ووصف دقيق لواحدة من أشهر الفواكه الصيفية، حيث يُبنى اللغز على تفكيك مكوناتها وتقديمها في صورة مجازية غامضة. تبدأ الصورة الكلية بـ “مدينة خضراء”، وهذا الجزء يمثل ببراعة قشرة البطيخ الخارجية، فهي بمثابة السور الأخضر المنيع الذي يحيط بكل ما بداخل الثمرة. لونها الأخضر المتدرج بين الداكن والفاتح يشبه تضاريس مدينة غنية بالخضرة، وهذا الغلاف الخارجي يؤدي وظيفة حماية لب الثمرة الثمين في الداخل.
ثم ينتقل الوصف إلى الداخل ليكشف عن “أنهارها حمراء”، وهو تشبيه عبقري لنسيج البطيخ الأحمر الزاهي والغني بالعصارة. عند شق الثمرة، يظهر هذا اللب كأنه وديان وأنهار قرمزية اللون، غنية بـالمحتوى المائي الذي يمنحها خصائص الترطيب المعروفة. هذه “الأنهار” هي جوهر المدينة ومصدر الحياة فيها، وهي ما يسعى إليه كل من يريد دخولها، فتتدفق كأنها أنهار حقيقية عند تقطيعها.
أما عن سكان هذه المدينة، فقد وُصفوا بأنهم “عبيد”، في إشارة ذكية إلى بذور البطيخ السوداء المنتشرة داخل النسيج الأحمر. هم “عبيد” لأنهم مقيدون ومحتجزون داخل هذا اللب، لا يملكون حرية الحركة أو الخروج إلا بفعل خارجي. إنهم سكان سلبيون ومستسلمون لمصيرهم داخل جدران مدينتهم الحمراء، وتُعد هذه البذور في عالم النبات هي الأجنة النباتية المسؤولة عن التكاثر واستمرارية النوع.
إقرأ أيضا:مستند منظم بترتيب محدد يستخدم لجمع المعلومات بطريقة منطقيةوأخيرًا، نصل إلى الجزء الأخير والحاسم من اللغز: “مفتاحها حديد”. لا يمكن الوصول إلى هذه الأنهار الحمراء وسكانها المسجونين إلا باستخدام أداة قوية، وهذا المفتاح الحديدي ما هو إلا السكين. فالسكين، المصنوع غالبًا من الصلب أو الحديد، هو الأداة الوحيدة القادرة على اختراق “سور” المدينة الأخضر وفتح الطريق إلى كنوزها الداخلية. وهكذا، يتضح أن اللغز برمته هو عبارة عن لوحة فنية تستخدم الصور البلاغية لوصف البطيخة بأسلوب فريد يثير الفضول ويحفز العقل على التحليل والربط بين الأجزاء للوصول إلى الحقيقة الكاملة.
إقرأ أيضا:ينقسم اليابس إلى كتل كبرى هي القارات وأكبر القارات مساحة ويشكل فيها اليابس مساحة أكبر هي