السؤال: مرت امرأة على صديقة لها تتحدث مع شاب فسألتها من هذا، فأجابت: “أمي جابت أمه، واخو زوجي يكون عمه”، فمن يكون الشاب؟
الإجابة: الشاب هو ابنها.
شرح الإجابة:
إنّ هذه الأحجية، على بساطتها الظاهرية، تمثل تحديًا حقيقيًا للمنطق السريع، حيث إنها مصممة عمدًا لتشتيت الذهن عبر علاقات تبدو معقدة للوهلة الأولى. الحل لا يكمن في التخمين، بل في التفكيك المنهجي لكل جزء من شهادة المرأة المجيبة، وفهم الروابط التي تؤسسها كل عبارة على حدة للوصول إلى الحقيقة الراسخة.
فلنبدأ بتحليل الجزء الأول من الإجابة: “أمي جابت أمه”. المفتاح هنا يكمن في إدراك أن المرأة المتحدثة تشير إلى نفسها بصيغة الغائب لتصنع هذا الالتباس المقصود. فعندما تقول “أمه”، هي في الحقيقة تقصد “أنا”. وبذلك، تصبح الجملة بعد فك شفرتها: “أمي جابتني أنا”. هذا الإقرار المبطن يثبت بشكل قاطع علاقة الأمومة المباشرة بينها وبين الشاب، فهي والدته.
ثم ننتقل إلى الشق الثاني من الدليل الذي قدمته: “واخو زوجي يكون عمه”. هذه العبارة تعمل كأداة تحقيق وتأكيد للاستنتاج الأول. فمن المعلوم في هيكل الروابط الأسرية أن العم هو شقيق الأب. وعندما تقول إن أخو الزوج هو عم هذا الشاب، فهي تؤكد أن زوجها هو والد الشاب، لأن شقيق والده هو بالضرورة شقيق زوجها.
إقرأ أيضا:كل عمل شكل بالطين المرن وبعد جفافه التام تعرض لدرجات الحرارة العاليةوهنا تتجلى الصورة الكاملة عند دمج الحقيقتين معًا. إذا كانت هي والدته كما استنتجنا من العبارة الأولى، وكان زوجها هو والده كما استنتجنا من العبارة الثانية، فإن الشاب المعني لا يمكن أن يكون إلا ابنهما، وهو ما يضع النقطة الأخيرة في تحليل شجرة العائلة المصغرة هذه، ويزيل كل غموض أحدثه التركيب اللغوي الماهر للغز.
إقرأ أيضا:عندما يكون مركز الكتلة خارج قاعدة الجسم يكون الجسم غير مستقرخلاصة القول، إن عبقرية هذا اللغز لا تكمن في تعقيد علاقات القرابة، بل في طريقة التعبير عنها. لقد استخدمت المرأة أسلوبًا بلاغيًا يعتمد على الإشارة غير المباشرة لإخفاء علاقة بسيطة وواضحة، وهو برهان على أن التحليل المنهجي والتفكير الهادئ هما السبيل الأمثل لكشف الحقائق التي قد تختبئ أحيانًا خلف ستار الكلمات.