حل لغز هذا الولد ابوي جده وامي اخته وهو خالي وانا عمته من يكون

السؤال: هذا الولد ابوي جده وامي اخته وهو خالي وانا عمته، من يكون؟

• الإجابة: الولد هو ابن أخيها (ابن شقيقها).

شرح الإجابة:

قد يبدو هذا اللغز للوهلة الأولى وكأنه معادلة مستحيلة، فكيف يمكن للشخص أن يكون خالًا وابن أخ في الوقت ذاته؟ إن مفتاح الحل لا يكمن في علاقات الدم المباشرة فحسب، بل يتجاوزها إلى مفهوم أعمق متجذر في ثقافتنا وهو “الرضاعة”، التي تنشئ قرابة موازية لقرابة النسب.

لنبدأ بتفكيك اللغز جزءًا تلو الآخر. العبارتان الأبسط هما “أبوي جده” و”أنا عمته”. هاتان الجملتان تؤسسان لعلاقة نسب واضحة ومباشرة. إذا كان والد الفتاة السائلة هو جد الولد، فهذا يعني أن الولد هو حفيدٌ له. وبما أنها تقول “أنا عمته”، فهذا يحدد الأمر بدقة: الولد هو ابن أخيها، وهي بالتالي شقيقة والده، أي عمته. إلى هنا، الأمر منطقي ويتوافق مع روابط الدم الطبيعية.

وهنا يأتي الجزء الذي يمثل قلب اللغز وعقدته: “هو خالي” و”أمي أخته”. كيف يمكن لابن أخيها أن يصبح خالها؟ هنا يتدخل مفهوم قرابة الحليب أو الرضاعة. لكي يصبح الولد خالًا للسائلة، يجب أن يكون أخًا لأمها. وبما أنه ينتمي لجيل لاحق، فلا يمكن أن يكون أخاها بالولادة. الحل يكمن في أن الولد قد رضع من امرأة تجعله أخًا لأم السائلة. هذه المرأة هي جدة السائلة من طرف أمها، والتي هي في نفس الوقت جدة الولد الكبرى (أم جدته) من طرف أبيه.

لنرسم الصورة بوضوح: قامت جدة السائلة (والدة أمها) بإرضاع هذا الولد الصغير (الذي هو حفيد ابنها، أي ابن أخي السائلة). بهذا الفعل، أصبحت هذه الجدة “أمًا” للولد من الرضاعة. وعليه، فإن جميع أبناء هذه الجدة، ومن بينهم أم السائلة، يصبحون إخوةً وأخواتٍ لهذا الولد من الرضاعة. بناءً على ذلك، تتحقق بقية شروط اللغز؛ فالولد يصبح “خالًا” للسائلة لأنه أخو أمها بالرضاعة، وبطبيعة الحال تصبح أمها “أخته” من الرضاعة. وهكذا، تتشابك خيوط النسب مع قرابة الرضاعة لتنسج هذا النسيج الأسري المعقد والمثير للدهشة، حيث يجتمع في شخص واحد كونه ابن الأخ من النسب، والخال من الرضاعة.