السؤال: ما هو حل لغز “هوف هوف يشرب شرب الخروف، ماله جلد ولا صوف”؟
- الإجابة: الأرز.
شرح الإجابة:
إن تفكيك هذا اللغز الشعبي يكشف عن عبقرية في الوصف وقدرة على الربط بين عوالم مختلفة. للوهلة الأولى، يقودنا ذكر الخروف إلى عالم الحيوان، لكن الحقيقة تكمن في فهم جوهر الكلمات لا ظاهرها. فالعبارة المفتاحية “يشرب شرب الخروف” لا تشير إلى كائن حي، بل هي استعارة بليغة لوصف عملية الطهي. فالأرز، وهو في حالته الجافة، يمتص كميات كبيرة من الماء أثناء إعداده، تمامًا كما يرتوي الخروف العطشان بنهم. هذه المقارنة الذكية هي المدخل الأول لفهم الحل.
ثم ينتقل اللغز ببراعة إلى الوصف المادي لينفي أي صلة بالحيوان، وهنا تكمن نقطة التحول في التفكير. فجملة “ماله جلد ولا صوف” هي الدليل القاطع الذي يستبعد أي كائن حي، ويوجه الذهن نحو الجمادات. حبة الأرز، بطبيعتها، هي كيان صلب وأملس، لا يغطيها جلد يحميها أو صوف يدفئها. وفي بعض صيغ اللغز، تضاف عبارة “أبيض رفروف” لتعزيز الصورة البصرية، مشيرة إلى لونه الأبيض الناصع بعد الطهي، وهو ما يجعله مطابقًا تمامًا لهذه المواصفات الدقيقة.
وبالتالي، يصبح اللغز معادلة منطقية متكاملة. نحن نبحث عن شيء “يشرب” الماء بكثرة، وفي ذات الوقت هو أبيض اللون ومجرد من أي غطاء حيواني. هذا التناقض الظاهري بين الفعل (الشرب) والوصف (بلا جلد أو صوف) هو ما يصنع اللغز، ولا يمكن حله إلا بالقفز من التفكير الحرفي إلى التفكير المجازي. الأرز هو المادة الوحيدة التي تتجسد فيها هذه الصفات المتناقضة بانسجام تام، فهو “كائن” يولد من جديد عبر الماء، متحولًا من حبة قاسية إلى وجبة طرية تشبع الجوع.
إقرأ أيضا:النطاق السائل من لب الأرض يسمى اللب الداخلي صواب خطأأما صوت “هوف هوف” أو “روف روف” المذكور في بعض الروايات، فهو لمسة إبداعية إضافية تحاكي صوت غليان الماء في القِدر، أو البخار المتصاعد أثناء نضج حبات الأرز. إنها محاكاة صوتية تضفي على اللغز بُعدًا حسيًا، وتجعله قطعة فنية متوارثة لا تختبر الذكاء فحسب، بل تنقل صورة حية من واقع المطبخ بأسلوب شاعري فريد. فحل اللغز ليس مجرد كلمة، بل هو فهم عميق لعملية تحول مادة أساسية في حياتنا اليومية.
إقرأ أيضا:عند اداء الضربة الرافعة الخلفية تكون القدم اليمنى متقدمة على اليسرى والكتف الأيمن مواجها للشبكة صواب خطأ