حل لغز ويش رجلن يستر من رجل لاكن الماخوذ يفرح بالثبات به مغره لايغرك ي خبل يمدحونه ناس وناس له شمات

ويش رجلن يستر من رجل لاكن الماخوذ يفرح بالثبات به مغره لايغرك ي خبل يمدحونه ناس وناس له شمات

شرح الإجابة

إن الحل الذي يتوارى خلف هذه الكلمات الشعرية العميقة هو النعش. فاللغز لا يتحدث عن رجال حقيقيين، بل يستخدم الاستعارة ببراعة فائقة ليصف واحداً من أعمق المفاهيم الإنسانية. فالرجل الأول، وهو الجماد، أي الصندوق الخشبي، يقوم بستر وإخفاء الرجل الثاني، وهو المتوفى الذي انتهى أجله في هذه الدنيا وانتقل إلى مرحلة أخرى من وجوده.

وهنا تكمن البراعة في وصف “الماخوذ يفرح بالثبات به”، فالفرح هنا ليس شعوراً بالسعادة، بل هو تعبير مجازي بليغ عن الوصول إلى حالة من السكون والطمأنينة النهائية بعد صخب الحياة ومعاناتها. فبعد رحلة طويلة من التعب والمشقة، يجد الجسد في ثباته داخل هذا المحمل نهاية لكل حركة وقلق، وهو استقرار يسبق رحلة الرحيل الأخير نحو القبر.

أما عن عبارة “به مغره لايغرك”، فهي تحذير فلسفي عميق. فمظهره الخارجي البسيط قد يخدع الناظر، فهو مجرد صندوق، ولكن حقيقته الجوهرية تكمن في أنه بوابة العبور الفاصلة بين عالمين، ونقطة النهاية الحتمية التي تحدد المصير. هذه المغرة هي دعوة للتفكر وأخذ العبرة، وألا ينخدع الإنسان بزخرف الحياة الزائل وينسى هذه الحقيقة المطلقة المتمثلة في الموت.

وينقلنا هذا التحليل إلى الشطر الأخير الذي يصف تناقض مشاعر البشر “يمدحونه ناس وناس له شمات”. فالناس الذين يمدحونه لا يثنون على الخشب، بل يثنون على فضيلة الصبر عند المصيبة، أو يدعون للميت بالرحمة والمغفرة، ويرون في الموت انتقالاً صالحاً إلى الآخرة. وعلى النقيض، هناك من يشعر بالأسى والحزن العميق، وهذه هي “الشماتة” بمعنى المصيبة التي حلت بأهل الفقيد خلال مراسم الجنازة و التشييع، فتجتمع حوله مشاعر الدعاء الصادق مع لوعة الفراق الأليمة.

وفي نهاية المطاف، يتضح أن اللغز ليس مجرد تسلية عابرة، بل هو كبسولة من الحكمة تصور رحلة الإنسان الأخيرة. فهو يجسد النعش ليس كأداة، بل كرمز قوي لنهاية فصل وبداية آخر، حاملاً في جوفه جسداً كان نابضاً بالحياة، ومحاطاً بمشاعر متضاربة من الحزن والرجاء، ليظل شاهداً صامتاً على حقيقة أن كل نفس ذائقة الموت، ويُستخدم أحياناً إلى جانبه الكفن كجزء لا يتجزأ من مراسم العزاء والدفن.