رأيت جرذا يخطب اليوم عن النظافة وينذر الأوساخ بالعقاب وحوله يصفق من 6 حروف

السؤال: رأيت جرذا يخطب اليوم عن النظافة وينذر الأوساخ بالعقاب وحوله يصفق من 6 حروف، فما هو؟

• الإجابة: الذباب.

شرح الإجابة:

قد يبدو هذا اللغز محيراً في ظاهره، إذ كيف لكائن مرتبط بالقذارة أن يكون واعظاً بالنظافة؟ لكن الإجابة تكمن في فهم الرموز والصور المجازية التي يرسمها اللغز ببراعة. فالحل لا يعتمد على المعنى الحرفي، بل على تحليل كل جزء من هذا المشهد الغريب بدقة.

لنبدأ بتشبيه هذه الحشرة بـ “الجرذ”. هذا التشبيه لم يأتِ من فراغ، بل ينبع من السمعة السيئة التي يشترك فيها كلاهما. فالجرذان والذباب يُعتبران من الآفات التي تتكاثر في البيئات غير الصحية، وكلاهما يعد ناقلاً رئيسياً للجراثيم والميكروبات. ومن هنا، فإن اللغز يستخدم صورة “الجرذ” ليضع في ذهنك فوراً فكرة الكائن المزعج المرتبط بالأماكن الملوثة.

أما عن الجزء الأكثر إثارة، وهو “يخطب عن النظافة وينذر الأوساخ”، فهو قلب اللغز النابض بالمفارقة. “الخطبة” هنا ليست كلاماً مسموعاً، بل هي ذلك الطنين المستمر والأزيز المزعج الذي يصدر عن الذبابة أثناء طيرانها. هذا الصوت المتواصل يشبه خطبة لا تنتهي. والمفارقة الذكية هي أن وجود الذباب بحد ذاته هو أكبر إنذار بوجود قذارة تستدعي التنظيف. فعندما ترى أسراب الذباب، تدرك مباشرة أن المكان يحتاج إلى عناية. إذن، فالذبابة “تنذر” الأوساخ بوجودها، و”خطبتها” هي دليل قاطع على ضرورة إزالتها.

ثم نصل إلى عبارة “وحوله يصفق”، وهي وصف شاعري بديع لصوت حركة أجنحتها السريعة جداً. هذا الرفيف المتلاحق، الذي ينتج عنه صوت الطنين، تم تصويره بذكاء على أنه “تصفيق”. إنه ليس تصفيق إعجاب، بل هو الضجيج المصاحب لهذه “الخطبة” المزعجة. وهكذا، تتضافر كل الخيوط ليكتمل المشهد، وصولاً إلى الدليل القاطع الأخير: الكلمة تتكون من ستة أحرف، وهي “ا ل ذ ب ا ب”. كل جزء في اللغز، من التشبيه إلى الوصف الصوتي، يشير بدقة متناهية إلى هذه الحشرة الصغيرة.