السؤال: طوره عالم الفلك جاليليو: 1. مفتاح 2. تلسكوب
- الإجابة: التلسكوب
شرح الإجابة:
قبل بزوغ فجر القرن السابع عشر، كانت قبة السماء كتابًا تُقرأ صفحاته بالعين المجردة فحسب، وكانت الأجرام السماوية نقاطًا لامعة تحمل أسرارًا عصية على الفهم. ظل هذا هو الحال حتى ظهر اختراع جديد في هولندا كان بمثابة نافذة صغيرة على الكون، وهو المنظار البدائي. بيد أن هذه الأداة لم تكتسب قيمتها الحقيقية إلا عندما وصلت أخبارها إلى مسامع العالم الإيطالي الفذ جاليليو جاليلي، الذي أدرك على الفور الإمكانات الهائلة الكامنة وراء هذا الجهاز البصري.
لم يكتفِ جاليليو بالحصول على هذا الاختراع، بل انكب على دراسة مبادئه الفيزيائية والبصرية، ثم قام بصناعة نسخته الخاصة والمحسّنة بشكل جذري. ومن هذا المنطلق، فإن عبارة “طوّره” هي الأدق لوصف علاقته بالجهاز، فقد استطاع رفع قدرة التكبير من بضع مرات فقط إلى ما يربو على عشرين ضعفًا، مع تحسين جودة الصورة ووضوحها بشكل لا يضاهى. لقد حوّل جاليليو ما كان يُعتبر أداة للتسلية أو للمراقبة الأرضية إلى مقراب فلكي قوي، وأداة علمية دقيقة جاهزة لسبر أغوار الفضاء السحيق.
وعلى إثر ذلك، قام جاليليو بأمر غيّر مجرى التاريخ، إذ وجّه عدسات مقرابه المطور نحو السماء ليلًا، فكان أول إنسان يرى الكون بتفاصيل لم تكن ممكنة من قبل. لقد كشفت له هذه العدسات عن عالم مختلف تمامًا؛ فرأى جبال القمر ووديانه، وأثبت أن سطحه ليس أملسًا كما كان يُعتقد. كما رصد أطوار كوكب الزهرة التي تشبه أطوار القمر، مما قدم برهانًا دامغًا على دورانه حول الشمس. ولعل اكتشافه الأبرز كان رصد أربعة أقمار تدور حول كوكب المشتري، وهو ما حطم فكرة أن كل الأجسام في الكون تدور حول الأرض.
إقرأ أيضا:تعتمد الطاقة الحركية الدورانية على السرعة الزاوية ω صواب خطأوهكذا، لم يكن التلسكوب الذي صقله جاليليو مجرد أداة، بل كان المفتاح الذي فتح أبواب ثورة علمية كبرى. فاكتشافاته لم تكن مجرد مشاهدات جديدة، وإنما كانت أدلة مادية تدعم نظرية مركزية الشمس التي نادى بها كوبرنيكوس، وتتحدى نموذج مركزية الأرض الذي ساد لآلاف السنين. فمن خلال تطويره لهذه الأداة، لم يوسع جاليليو حدود الرؤية البشرية فحسب، بل أعاد تشكيل فهم الإنسان لموقعه في هذا الكون الفسيح.
إقرأ أيضا:خمسة أجزاء من أحد عشر جزءاً من عدد تساوي 55. اكتب معادلة تمثل الجملة ثم حلها