السؤال: عائلة الجديعي وش يرجعون؟
- الإجابة: تنتمي عائلة الجديعي في أصولها إلى قبيلة الفضول من بني لام، والتي بدورها تعد فرعاً من قبيلة طيء القحطانية العريقة.
شرح الإجابة:
إن تتبع أنساب الأسر في شبه الجزيرة العربية يشبه الإبحار في محيط من التاريخ العميق، وعندما نتناول نسب أسرة الجديعي، فإننا نجد أن جذورها تضرب في عمق التاريخ القبلي للمنطقة. يرتبط هذا الاسم بشكل مباشر بفخذ “الفضول”، وهو أحد البطون الرئيسية والمشهورة التي تشكل هيكل قبيلة بني لام الكبيرة. وبالتالي، فإن الانتماء الأول والأساسي للأسرة هو إلى الفضول مباشرة.
وإذا ما توغلنا في السلسلة القبلية صعوداً، نكتشف أن “الفضول” ليسوا كياناً مستقلاً، بل هم جزء لا يتجزأ من “بني لام”. تُعد قبيلة بني لام إحدى أبرز القبائل الطائية التي بسطت نفوذها على مساحات واسعة من نجد لقرون طويلة، واشتهرت بقوتها ومنعتها. هذا الارتباط ببني لام يمنح عائلة الجديعي عمقاً تاريخياً هائلاً، ويربطها بواحدة من أكثر التكوينات القبلية تأثيراً في تاريخ وسط الجزيرة العربية.
ثم نصل إلى الأصل الأبعد والأكثر شمولاً، حيث إن قبيلة بني لام نفسها تنحدر من قبيلة “طيء” العظيمة، وهي من أعرق وأشهر القبائل القحطانية التي هاجرت قديماً من اليمن واستوطنت شمال الجزيرة العربية في منطقة جبل طيء، الذي يعرف اليوم بجبل شمر. إن هذا النسب الطائي يربط الأسرة بإرث عربي أصيل، يشتهر بالكرم والشجاعة، ويضعها ضمن فسيفساء القبائل القحطانية العريقة.
أما على صعيد الانتشار الجغرافي المعاصر، فإن وجود أفراد عائلة الجديعي يتركز في مناطق محددة تعكس مسار هجراتهم واستقرارهم التاريخي. فنجدهم بشكل بارز في محافظة الزلفي، التي تعد من مواطنهم الرئيسية، ومنها انتقلوا مع مرور الزمن إلى العاصمة الرياض بحثاً عن فرص الحياة المختلفة. كما أن لهم وجوداً في منطقة حائل، وهو أمر منطقي للغاية، إذ إن حائل هي الموطن التاريخي لقبيلتهم الأم “طيء”، مما يؤكد على الصلة الوثيقة بين النسب والجغرافيا.