إجابة سؤال: عاد زعيم نجران بعد انتصاره في الدرعية إلى بلاده من أجل المحافظة على ما حققه من نصر
- الجواب: صواب.
شرح الإجابة:
إن وقائع التاريخ ليست مجرد حكايات تُروى، بل هي دروس عميقة تُستلهم، وما حدث بين زعيم نجران والدولة السعودية الأولى يُمثل مسرحًا استراتيجيًا فريدًا في قلب شبه الجزيرة العربية. العبارة التي بين أيدينا صحيحة تمامًا، فالقائد النجراني لم ينسحب بعد انتصاره الشهير إنما اختار العودة من أجل تثبيت أركان قوته التي اكتسبها، في خطوة تكشف عن بُعد نظر سياسي وعسكري فائق.
لفهم أبعاد هذا القرار، يجب أن نعود بالزمن إلى الوراء، تحديدًا إلى معركة الحائر التي وقعت في عام 1764م (1178هـ). كانت هذه المواجهة نقطة تحول حقيقية، حيث استنجدت قبيلة العجمان بزعيم نجران، الحسن بن هبة الله المكرمي، بعد خلافها مع قوات الدرعية.
فلبّى المكرمي النداء، ليس فقط استجابةً لصلة القربى، بل لإدراكه أن توسع نفوذ الدرعية قد يغير موازين القوى في المنطقة برمتها. تلاقى الجيشان في منطقة الحائر، جنوب الرياض حاليًا، ودارت معركة عنيفة انتهت بانتصار حاسم لقوات نجران وحلفائها، وتكبد جيش الدولة السعودية خسائر فادحة.
هنا تكمن العبقرية الاستراتيجية؛ فبدلاً من الاندفاع نحو عاصمة الدولة السعودية الأولى ومحاصرتها، وهو ما كان متوقعًا، اتخذ المكرمي قرار العودة إلى نجران. لم يكن هذا القرار تراجعًا أو خوفًا، إنما كان ذروة الحكمة السياسية والعسكرية. لقد أدرك أن الانتصار في معركة واحدة لا يعني كسب الحرب، وأن المحافظة على المكاسب أصعب من تحقيقها.
إقرأ أيضا:يمكن للكاتب ألا يلتزم بقواعد اللغة والإملاء في كتابته للموضوعلهذا كانت عودته تهدف إلى تحقيق عدة غايات جوهرية:
- أولا، إعادة تنظيم صفوف جيشه الذي خاض معركة شرسة.
- ثانيا، تأمين حدود بلاده وتحصين جبهته الداخلية، فكل نصر خارجي قد يغري طامعين بالهجوم على الديار.
- ثالثا والأهم، أنه بهذا النصر فرض واقعًا سياسيًا جديدًا وأجبر الإمام عبدالعزيز بن محمد بن سعود على التفاوض وعقد صلح بشروطه هو، والذي تضمن إطلاق الأسرى ودفع تعويضات مالية، مما رسّخ مكانة نجران كقوة إقليمية يُحسب لها ألف حساب.
إذًا، لم تكن العودة فرارًا من الميدان، بل كانت انتقالًا من ساحة المعركة العسكرية إلى ميدان السياسة الأوسع، حيث استثمر نصره بأفضل طريقة ممكنة لتعزيز موقف بلاده. لقد فهم أن التوسع غير المدروس قد يؤدي إلى انهيار سريع، بينما العودة لتثبيت القوة هي أساس أي نجاح مستدام.
إقرأ أيضا:الجهة التي تتولى التعداد السكاني الهيئة العامة للإحصاء صواب خطأبناءً على ما سبق، هل كانت عودة زعيم نجران بعد انتصاره في الدرعية إلى بلاده من أجل المحافظة على ما حققه من نصر؟ الإجابة، بلا شك، هي نعم.