عساكم من عواده متى تقال ، عساكم من عواده معناها

السؤال: عساكم من عواده متى تقال، وما هو معناها؟

• الإجابة: هي تهنئة ودعاءٌ بليغ يُقال في الأعياد الإسلامية الكبرى مثل عيد الفطر وعيد الأضحى، وتحمل في طياتها تمنياً بأن يعود العيد على الشخص بالخير والصحة والبركة في الأعوام المقبلة.

شرح الإجابة:

في خضم الاحتفالات والمناسبات الدينية السعيدة، تتردد على مسامعنا عبارات تحمل أصالة الماضي وعمق الحاضر، ومن أبرز هذه التعابير وأكثرها انتشاراً، خصوصاً في منطقة الخليج العربي، عبارة “عساكم من عواده”. هذه الجملة ليست مجرد تهنئة عابرة، بل هي دعاءٌ صادق وموروث ثقافي يجسد أسمى معاني التمني بالخير للآخرين.

يأتي استخدام هذه العبارة مرتبطاً بشكل وثيق بالأعياد الدينية، فهي بمثابة بطاقة المعايدة المنطوقة التي يتبادلها الناس في عيد الفطر المبارك وعيد الأضحى. إن توقيتها هذا ليس مصادفة، بل هو انعكاس لقيمة هذه الأيام المباركة وما تحمله من نفحات إيمانية وفرحة، فتأتي الدعوة كرجاء بأن تتكرر هذه الأجواء الروحانية السعيدة على السامع وهو في أفضل حال.

أما عن مضمونها وجوهرها، فإن عبارة “عساكم من عواده” هي صيغة دعاء بالعودة. فكلمة “عسى” تفيد الرجاء والأمل، و”عواده” تشير إلى الذين يعود عليهم الشيء ويتكرر لهم. وبذلك، يكون المعنى الكامل هو رجاء وتضرع إلى الله بأن يكتب للمخاطَب العمر المديد والصحة الوافرة ليكون من الذين يشهدون العيد مراراً وتكراراً في المستقبل، وأن يعاد عليه هذا الموسم السعيد وهو يرفل بثوب العافية والسكينة.

ولعل أعمق ما في هذه العبارة أنها لا تتمنى مجرد العودة وتكرار المناسبة، بل هي دعاء شامل بأن تكون هذه العودة محفوفة بالخير واليُمن والبركات. فالدعاء هنا ليس بطول البقاء فقط، وإنما بأن يكون هذا البقاء طيباً ومباركاً، لكي يغتنم الإنسان من خير هذه الأيام وفضلها في كل عام قادم. إنها أمنية بأن تتجدد الفرحة وتتضاعف البركة مع كل عيد يعود.

وهكذا، يتجلى لنا أن هذه الجملة القصيرة في مبناها، العميقة في معناها، تمثل جسراً من المودة يربط بين القلوب في المناسبات السعيدة. فهي تجمع بين التهنئة بالفرح الحاضر والدعاء بالخير المستقبلي، لتصبح تعبيراً ثقافياً أصيلاً يعكس تلاحم المجتمع ورغبته الصادقة في دوام النعمة والسعادة على الجميع.