السؤال: علل الذهب والفضة ليست من الحجار الكريمة
الإجابة: بسبب سهولة تشكيلها وصياغتها.
شرح الإجابة :
في جوهر الأمر، يكمن التمييز الأساسي بين هاتين الفئتين في طبيعتهما الفيزيائية والكيميائية الأصيلة. الأحجار الكريمة هي مركبات معدنية تتميز بـ التركيب البلوري الفريد الذي يمنحها خصائص بصرية مذهلة وصلابة عالية. أما الذهب والفضة، فهما عناصر كيميائية نقية تنتمي إلى فئة الفلزات، وتكمن قيمتهما العملية في خاصية مغايرة تماماً، وهي مرونتهما الفائقة وقابليتهما لإعادة التشكيل دون أن تتكسرا.
وانطلاقاً من هذه الحقيقة، نصل إلى معيار حاسم وهو الصلابة. تُقيّم متانة الأحجار الكريمة وفق مقياس موس للصلابة، حيث يتربع الألماس على قمته متبوعاً بأحجار مثل الياقوت والزفير، مما يجعلها مقاومة للخدش والتلف ومثالية للترصيع في الحُليّ لتبقى أبد الدهر. على النقيض تماماً، يُعد الذهب والفضة من المعادن اللينة نسبياً، وهذه الليونة ليست عيباً، بل هي السمة التي تجعل منهما مادة مثالية للصياغة والزخرفة الدقيقة، وهي خاصية لا تتوفر في الأحجار الكريمة بطبيعتها الصلبة والهشة.
ويتجلى هذا الاختلاف النوعي بصورة أوضح عند النظر في كيفية التعامل مع كل منهما. فالأحجار الكريمة تخضع لعمليات القطع والصقل الدقيقة لإبراز جمالها الداخلي وتعظيم قدرتها على انكسار الضوء وتشتيته، وهي عملية فنية تهدف إلى الكشف عن بهاء تكوينها الطبيعي. في المقابل، يتم التعامل مع المعادن النفيسة عبر الصهر والصب والتشكيل، حيث تُحوّل من حالتها الصلبة إلى سائلة ثم تُصب في قوالب لتأخذ أشكالاً لا حصر لها، فقيمة المعدن الثمين تظهر في لمعانه الخارجي وفي إبداع الصائغ الذي يطوعه.
إقرأ أيضا:اسم الآلة على وزن مفعال من الفعل نَشَرَ هو منشور . صواب خطأعلاوة على ما سبق، فإن عالم الأحجار الكريمة يُبنى على أسس الخصائص البصرية كالنقاء واللون والتلألؤ، وهي صفات تنبع من داخل بنيتها البلورية. بينما يعتمد جمال الذهب والفضة على بريق معدني سطحي يعكس الضوء بكفاءة، وهو يختلف كلياً عن اللمعان الزجاجي أو الماسي للأحجار. إن قيمة الحجر الكريم قد تزداد بوجود الشوائب التي تكوّن أشكالاً فريدة، أما قيمة الذهب فتُقاس بنقائه وعيار الذهب الذي يحدد خلوّه من المعادن الأخرى.
وهكذا، يتضح لنا أن المسألة ليست مسألة قيمة مادية، بل هي قصة تصنيف علمي دقيق مبني على الخواص الكيميائية والفيزيائية. فالذهب والفضة هما سيدا عالم الفلزات الثمينة بفضل مرونتهما ولمعانهما، بينما الأحجار الكريمة هي ملكات عالم علم المعادن بفضل صلابتها وندرتها وبنيتها البلورية. فالخاصية ذاتها التي تجعل الذهب مثالياً لصنع خاتم، وهي سهولة تشكيله، هي نفسها التي تمنعه من أن يكون حجراً كريماً يتطلب المتانة والصلابة القصوى.
إقرأ أيضا:يؤثر الموقع الفلكي في مناخ وطني المملكة العربية السعودية صواب خطأ