السؤال: في اللغة العربية، حرفا العين والحاء لا يجتمعان في كلمة من أصل واحد، إلا في حالة استثنائية يتيمة. فما هي هذه الكلمة؟
- الإجابة: الكلمة الوحيدة هي “حَيْعَلَة”.
شرح الإجابة:
إن امتناع اجتماع هذين الحرفين في جذر لغوي واحد ليس محض صدفة، بل هو تجلٍّ لعبقرية اللغة العربية ودقة نظامها الصوتي. فالعلة في ذلك تعود إلى علم الأصوات ومخارج الحروف؛ إذ إن العين (ع) والحاء (ح) كلاهما من الحروف الحلقية، أي أن مخرجهما من منطقة الحلق. وبسبب هذا التقارب الشديد في موضع النطق، يحدث بينهما ما يُعرف بالتنافر الصوتي، وهو ثقل وكُلفة على لسان المتحدث عند محاولة الجمع بينهما في كلمة واحدة، ولذلك تجنبت العرب الجمع بينهما فطرةً وسليقةً.
ولكن، لكل قاعدة استثناء يؤكدها، وهنا يكمن سر كلمة “حَيْعَلَة”. هذه الكلمة ليست كلمة أصيلة بجذرها الثلاثي أو الرباعي المعتاد، بل هي مصطلحٌ وُلد من عملية لغوية فريدة تُسمى “النحت”. فالنحت هو أن تُختصر عبارة كاملة في كلمة واحدة للدلالة عليها، و”الحيعلة” هي الكلمة المنحوتة من عبارة “حيَّ على الصلاة” و “حيَّ على الفلاح” التي يرددها المؤذن في الأذان.
وعلى هذا الأساس، فإن “الحيعلة” لا تشير إلى شيء مادي، بل هي اسمٌ للفعل نفسه، أي اسم لعملية قول “حيَّ على…”. لقد سمح هذا الأصل النحتي للكلمة بتجاوز القاعدة الصوتية الراسخة، لأن الغاية هنا كانت الاختصار والإيجاز لوصف جزء محدد ومشهور من نداء الصلاة. وبهذا، لم تخرق اللغة قاعدتها، بل أوجدت آلية منطقية وذكية لاستثناء يخدم غرضاً عملياً محدداً، مما يبرهن على مرونة اللغة العربية وقدرتها الفائقة على التوليد والتعبير.
إقرأ أيضا:تتحرك شحنة مقدارها 7.12 µC بسرعة الضوء في مجال مغناطيسي مقداره 4.02 mT، ما مقدار القوة المؤثرة فيها؟