قارن ما الفرق بين الجينات السائدة والجينات المتنحية

السؤال: قارن ما الفرق بين الجينات السائدة والجينات المتنحية؟

• الإجابة: الجين السائد هو الذي تظهر صفته الوراثية بمجرد وجود نسخة واحدة منه، بينما الجين المتنحي لا تظهر صفته إلا بوجود نسختين متماثلتين منه وغياب الجين السائد.

شرح الإجابة:

لفهم هذا التباين الجوهري، علينا أن نغوص في صميم شيفرة الحياة. فكل كائن حي يرث نسختين من كل جين، واحدة من الأب والأخرى من الأم. هاتان النسختان، اللتان تُعرفان باسم الأليلات، تستقران على الكروموسومات داخل خلايانا وتحددان معاً الصفات الوراثية التي ستظهر علينا، مثل لون العينين أو فصيلة الدم. وهنا يبدأ التمايز بين القوة والضعف في عالم الوراثة.

إن الجين السائد يمكن تشبيهه بصوت جهوري قوي؛ فبمجرد وجوده، يفرض تأثيره ويُعبّر عن صفته المحددة في النمط الظاهري للكائن الحي، أي ما نراه من صفات جسدية. لا يهم إذا كان الأليل الآخر الذي ورثه من الطرف الثاني سائداً مثله أم متنحياً، فالصفة السائدة هي التي ستظهر حتماً. فمثلاً، في نبات البازلاء الذي درسه العالم جريجور مندل، يكفي وجود أليل واحد للون الزهرة الأرجواني لتكون الزهرة أرجوانية، لأنه يسود على أليل اللون الأبيض.

وعلى النقيض المباشر، يأتي دور الجين المتنحي، الذي يشبه صوتاً هامساً لا يُسمع إلا في غياب الأصوات العالية. فهذا الجين لا يستطيع التعبير عن صفته إلا في حالة واحدة فقط: أن يرث الفرد نسختين متطابقتين منه، أي أليلاً متنحياً من الأب وأليلاً متنحياً آخر من الأم. في هذه الحالة التي يُطلق عليها علمياً متماثل الزيجوت، ومع غياب أي نسخة من الجين السائد، تظهر الصفة المتنحية. أما إذا اجتمع أليل سائد مع أليل متنحي في ما يُعرف بـ متغاير الزيجوت، فإن الصفة السائدة هي التي تُخفي تأثير الصفة المتنحية، ويصبح الفرد حاملاً للصفة المتنحية دون أن تظهر عليه.

وهنا يكمن جوهر الاختلاف؛ النمط الجيني، أي التركيب الجيني الفعلي للفرد، قد يحتوي على جينات متنحية كامنة، لكن النمط الظاهري يعكس فقط تأثير الجينات السائدة. هذا المبدأ أساسي لفهم كيفية انتقال بعض الأمراض الوراثية وكيف يمكن استخدام أدوات مثل مربع بانيت للتنبؤ باحتمالات ظهور صفة معينة في الأجيال القادمة، وهو ما يشكل حجر الزاوية في علم الوراثة الحديث الذي يدرس كيف تُنسج خيوط الحمض النووي (DNA) لترسم ملامح كل كائن حي.