جدول المحتويات
هل تحب الأفلام البوليسية النفسية التي تحبس الأنفاس وتثير الفضول؟ إذا كان الجواب نعم، فربما ترغب في مشاهدة فيلم The Little Things. هذا الفيلم هو من إخراج جون لي هانكوك وبطولة ثلاثة من نجوم هوليوود الحائزين على جوائز الأوسكار: دنزل واشنطن، رامي مالك، وجاريد ليتو. في هذه المقالة، سألخص لكم قصة فيلم The Little Things وأحلل شخصياته وموضوعاته، وأعطيكم رأيي الشخصي عنه. أتمنى أن تستمتعوا بالقراءة.
مقدمة
تبدأ قصة فيلم The Little Things بمشهد مرعب لفتاة تقود سيارتها في طريق مظلم ومهجور، وتلاحقها سيارة أخرى تحاول إيقافها. تتوقف الفتاة في محطة وقود مغلقة، وتجد نفسها محاصرة بين المطارد والصحراء.
تنجح في الهرب بمساعدة سائق شاحنة يمر بالقرب منها، وتنجو من الموت بأعجوبة. هذا المشهد يضعنا في أجواء الفيلم، التي تمزج بين الإثارة والغموض والرعب.
يعود الفيلم بعد ذلك إلى عام 1990، ونتعرف على الشخصية الرئيسية، جو ديكون، الذي يلعب دوره دنزل واشنطن. ديكون هو نائب شريف في مقاطعة كيرن في كاليفورنيا، وكان في الماضي محققاً في شرطة لوس أنجلوس.
يتم إرساله إلى لوس أنجلوس لجمع بعض الأدلة المتعلقة بجريمة قتل حديثة. هناك، يلتقي بالمحقق الجديد، جيم باكستر، الذي يلعب دوره رامي مالك. باكستر هو محقق طموح ومتحمس، يقود التحقيق في سلسلة من جرائم القتل التي ترعب المدينة. يعجب باكستر بخبرة وحدس ديكون، ويطلب منه المساعدة في حل القضية.
إقرأ أيضا:قصة فيلم Me Before You بالتفصيل ويكيبيدياما لا يعرفه باكستر، هو أن ديكون يحمل ماضياً مظلماً، يتعلق بقضية قتل مماثلة لم يتمكن من حلها قبل خمس سنوات. هذه القضية تسببت لديكون في أزمة نفسية وصحية، وأدت إلى انهيار زواجه ومسيرته المهنية.
الآن، يجد ديكون نفسه متورطاً في البحث عن قاتل متسلسل آخر، يشبه كثيراً القاتل الذي لا يزال يطارده في أحلامه. هل سيتمكن ديكون وباكستر من القبض على القاتل؟ ومن هو القاتل؟ وما هي الأسرار التي تخفيها القضية؟ هذه هي الأسئلة التي يحاول الفيلم الإجابة عليها.
قصة فيلم The Little Things
بعد أن يتحالف ديكون وباكستر في التحقيق، يبدأون في تتبع الأدلة والشواهد التي تقودهم إلى القاتل. يزورون مسرح الجريمة، ويستجوبون الشهود، ويحللون البصمات والعينات الجينية. يكتشفون أن القاتل يستهدف النساء الشابات، ويقتلهن بطريقة وحشية، ويترك عليهن بعض العلامات المميزة، مثل الجروح على الرقبة والأنف، والخيوط الحمراء في الشعر. كما يكتشفون أن القاتل يستخدم سيارة بنية اللون، ويتبع ضحاياه في الليل.
في إحدى الليالي يتم الإبلاغ عن اختفاء امرأة أخرى، تدعى روندا راثبون. يتوجه ديكون وباكستر إلى منزلها ويجدون أنها كانت تمارس الرياضة عندما اختفت. يعثرون على سماعات الأذن الخاصة بها ويستمعون إلى التسجيل الصوتي الذي كانت تستمع إليه. يسمعون صوت القاتل وهو يتحدث معها ويحاول إغرائها بالمال. يتبين أن القاتل كان يعرف اسمها ومعلومات عنها، مما يشير إلى أنه كان يراقبها من قبل.
إقرأ أيضا:قصة فيلم Longlegs: رعب وإثارة تتجلى في أحداث مروعةيتم العثور على جثة روندا في وقت لاحق، ملقاة تحت جسر. يتعرف ديكون على الجسر، ويذكر أنه كان مكاناً مهماً في قضيته السابقة. يخبر باكستر أنه كان يحقق في سلسلة من جرائم القتل المتشابهة قبل خمس سنوات، وأنه كان على وشك القبض على القاتل،
لكنه ارتكب خطأ فادحاً، أدى إلى إصابة أحد الضحايا بالرصاص، وتسبب في موتها. هذا الحادث ترك أثراً عميقاً على ديكون، وجعله يشعر بالذنب والندم. كما أنه أثار الشكوك في زملائه في الشرطة، الذين اعتقدوا أنه قد يكون متورطاً في الجرائم.
ديكون اضطر إلى التقاعد المبكر وانفصل عن زوجته وعاش حياة منعزلة في مقاطعة كيرن. الآن يرى ديكون فرصة لتصحيح ماضيه، وإثبات براءته، والانتقام من القاتل الذي لم ينساه.
يستمر ديكون وباكستر في البحث عن القاتل، ويصلون إلى مشتبه به رئيسي، يدعى ألبرت سبارما، الذي يلعب دوره جاريد ليتو. سبارما هو رجل غريب الأطوار، يعمل في متجر لقطع السيارات، ويعيش في شقة قذرة. يمتلك سبارما سيارة بنية اللون، ويظهر اهتماماً غير طبيعي بالجرائم والشرطة.
يقوم ديكون وباكستر بمراقبة سبارما، ويحاولون العثور على أدلة تربطه بالجرائم. لكن سبارما يبدو أنه يعرف ما يفعلونه، ويتحداهم بطرق مختلفة. يرسل لهم رسائل مشفرة، ويدعوهم إلى مطاردات، ويسخر منهم بكلامه. يصبح سبارما مهووساً بباكستر، ويحاول إغرائه إلى مواجهة مباشرة.
إقرأ أيضا:قصة فيلم Night of The Hunted تحليل كاملفي إحدى الليالي، يتبع سبارما باكستر إلى منزله، ويترك له رسالة على بابه، تقول: “أنا أعرف أين هي”. يفهم باكستر أن سبارما يقصد روندا، ويشعر بالغضب والفضول. يتصل بديكون، ويخبره بالرسالة. يقرران الذهاب إلى شقة سبارما، والتفتيش فيها. يجدون فيها بعض الأشياء الغريبة، مثل صور للضحايا، وخيوط حمراء، ومقصات.
كما يجدون في الثلاجة كيساً يحتوي على شيء يشبه اللحم. يظنون أنهم وجدوا الأدلة القاطعة، ويحاولون الاتصال بالشرطة. لكن سبارما يعود إلى شقته، ويفاجئهم. يحدث بينهم مواجهة متوترة، يتهم فيها ديكون وباكستر سبارما بالقتل، وينكر سبارما كل شيء.
يقول سبارما إنه لا يعرف شيئاً عن الجرائم، وأنه كان يمزح معهم فقط. يقول أن الصور والخيوط والمقصات هي مجرد هواياته، وأن الكيس في الثلاجة يحتوي على لحم الخنزير. يطلب سبارما منهم أن يتركوه وشأنه، ويهددهم باللجوء إلى المحامي.
يشعر ديكون وباكستر بالإحباط والحيرة. هل سبارما هو القاتل الحقيقي؟ أم أنه مجرد مريض نفسي؟ أم أنه يحاول تضليلهم؟ يقرران الاستمرار في التحقيق، والبحث عن أدلة أخرى. يتبين أن سبارما لديه مزرعة في الريف، ويذهبان إليها. يجدون فيها حفرة كبيرة، تبدو وكأنها قبر جماعي. يقومون بحفرها، ويكتشفون أنها تحتوي على عدة جثث متحللة.
يفرحون بأنهم وجدوا الضحايا الأخرى ويتأكدون من أن سبارما هو القاتل. لكن عندما ينظرون إلى الجثث، يصابون بالصدمة. الجثث ليست للنساء الشابات، بل للرجال العجائز. يدركون أن سبارما كان يقتل متشردين، ويدفنهم في مزرعته. لكن هذا لا يفسر جرائم القتل التي يحققون فيها. يبدأون في الشك في أن سبارما ليس له علاقة بالقضية، وأن القاتل ما زال طليقاً.
يعودون إلى شقة سبارما، ويجدونه مقتولاً في غرفة النوم. يلاحظون أن الجثة لها نفس العلامات التي تركها القاتل على ضحاياه. يدركون أن القاتل قد وصل إلى سبارما قبلهم، وقتله، وترك لهم رسالة.
يقرأون الرسالة وينصدمون. الرسالة تقول: “أنا أعرف أين هي. تابعوني”. ينظرون إلى الخارج، ويرون سيارة بنية اللون، تنطلق بسرعة. يدركون أن القاتل يريد أن يقودهم إلى مكان ما. يقرران متابعته، ويخاطرون بحياتهم. تبدأ قصة فيلم The Little Things في الوصول إلى النهاية المثيرة والمفاجئة.
هل سيتمكن ديكون وباكستر من الإمساك بالقاتل؟ ومن هو القاتل الحقيقي؟ وما هي الحقيقة وراء القضية؟ لن أحرق لكم النهاية بل أترك لكم فرصة مشاهدة الفيلم واكتشافها بأنفسكم.
تحليل الشخصيات
الفيلم يقدم لنا ثلاث شخصيات رئيسية، كل منها له دور مهم في القصة. هذه هي الشخصيات وبعض الخصائص التي تميزها:
- جو ديكون: هو الشخصية المركزية في الفيلم والتي تحمل الكثير من التعقيدات والتناقضات. ديكون هو رجل عادل وشجاع، يحب عمله ويسعى للقضاء على الجريمة. لكنه أيضاً رجل مضطرب ومحطم يعاني من ماضيه الأليم ويحاول التغلب على مشاكله النفسية والصحية. ديكون يمثل الصراع بين الضمير والانتقام وبين القانون والعدالة ويواجه خيارات صعبة وعواقب وخيمة ويحاول البحث عن الحقيقة والسلام.
- جيم باكستر: هو الشخصية الثانية في الفيلم والتي تلعب دور الرفيق والمعاون لديكون وهو رجل طموح ومتحمس. يريد أن يثبت نفسه كمحقق ناجح ومحترف. لكنه أيضاً رجل متأثر ومتألم يشعر بالضغط والمسؤولية ويحاول الحفاظ على عائلته وسمعته. شخصية باكستر تمثل الصراع بين الحماسة والحذر وبين الواقع والمثالية. يتعلم من ديكون الكثير ويتأثر به ويتورط معه في القضية.
- ألبرت سبارما: هو الشخصية الثالثة في الفيلم والتي تلعب دور العدو والمشتبه به لديكون وباكستر. هو رجل غريب الأطوار ومخيف يعيش حياة منعزلة ومنحرفة. لكنه أيضاً رجل ذكي وماكر يعرف كيف يلعب بالأعصاب ويثير الشكوك. سبارما يمثل الصراع بين البراءة والإدانة، وبين الحقيقة والكذب. سبارما يختبر ديكون وباكستر، ويقودهم إلى الجنون.
تحليل موضوعات الفيلم
الفيلم يتناول عدة موضوعات مهمة وعميقة، تتعلق بالإنسانية والمجتمع. هذه هي بعض الموضوعات وكيف تتجلى في الفيلم:
- الجريمة والعقاب: هذا الموضوع هو الأساسي في الفيلم، والذي يتحدث عن الجريمة التي تهدد الأمن والسلام، والعقاب الذي يسعى إليه العدالة والضحايا. الفيلم يطرح أسئلة مهمة عن مفهوم الجريمة والعقاب، وعن حدودهما ومبرراتهما. هل الجريمة هي مجرد فعل شرير، أم هي نتيجة لظروف معينة؟ هل العقاب هو مجرد رد فعل قانوني، أم هو طريقة للتعويض والتنظيف؟ هل الجريمة والعقاب يمكن أن يكونا نسبيين، أو أنهما يجب أن يكونا مطلقين؟
- الحقيقة والخداع: هذا الموضوع هو الثانوي في الفيلم، والذي يتحدث عن الحقيقة التي تبحث عنها الشرطة والمجتمع، والخداع الذي يمارسه القاتل والمشتبه به. الفيلم يطرح أسئلة مهمة عن مفهوم الحقيقة والخداع، وعن طرقهما وآثارهما. هل الحقيقة هي مجرد ما يمكن إثباته، أم هي ما يمكن تصديقه؟ هل الخداع هو مجرد ما يمكن إخفاؤه، أم هو ما يمكن تزييفه؟ هل الحقيقة والخداع يمكن أن يكونا متغيرين، أو أنهما يجب أن يكونا ثابتين؟
- الخير والشر: هذا الموضوع هو الثالث في الفيلم، والذي يتحدث عن الخير الذي يمثله الشرطة والضحايا، والشر الذي يمثله القاتل والمشتبه به. الفيلم يطرح أسئلة مهمة عن مفهوم الخير والشر، وعن مصادرهما ومعاييرهما. هل الخير هو مجرد ما يتوافق مع القيم والمبادئ، أم هو ما يتوافق مع الضمير والمشاعر؟ هل الشر هو مجرد ما يخالف القوانين والأخلاق، أم هو ما يخالف العقل والإنسانية؟ هل الخير والشر يمكن أن يكونا متباينين، أو أنهما يجب أن يكونا متضادين؟
رأي الشخصي في فيلم The Little Things
بعد أن عرضت لكم قصة الفيلم وشخصياته وموضوعاته، أود أن أشارككم رأيي الشخصي عنه. بصراحة، أعجبني الفيلم كثيراً، وأعتقد أنه من أفضل الأفلام البوليسية النفسية التي شاهدتها في الآونة الأخيرة. هذه هي بعض الأسباب التي جعلتني أحب الفيلم:
- القصة: القصة مثيرة ومشوقة وتحمل الكثير من التشويق والغموض والانعطافات. القصة تجذب انتباه المشاهد منذ البداية، وتبقيه مترقباً لما سيحدث في كل مشهد. القصة تتناول موضوعات مهمة وعميقة، وتطرح أسئلة محيرة ومثيرة للنقاش. القصة تنتهي بنهاية مفاجئة وصادمة، تجعل المشاهد يعيد التفكير في كل ما شاهده.
- الشخصيات: الشخصيات متعددة الأبعاد ومتنوعة الخصائص، وتلعب أدواراً مهمة في القصة. الشخصيات تظهر التطور والتغيير خلال الفيلم، وتتأثر بالأحداث والمواقف التي تمر بها. الشخصيات تثير العاطفة والتعاطف والفضول لدى المشاهد، وتجعله يتعايش معها ويتفاعل معها.
- التمثيل: التمثيل رائع وممتاز، ويبرز مواهب وقدرات النجوم الثلاثة الذين يقومون بالأدوار الرئيسية. دنزل واشنطن يقدم أداءً مذهلاً، ويجسد شخصية ديكون بكل حرفية وإتقان. رامي مالك يقدم أداءً متميزاً، ويجسد شخصية باكستر بكل حيوية وتألق. جاريد ليتو يقدم أداءً مخيفاً، ويجسد شخصية سبارما بكل براعة وإبداع.
- الإخراج والإنتاج: الإخراج والإنتاج عالي الجودة والمستوى، ويظهر الاحترافية والإبداع في كل جانب من جوانب الفيلم. الإخراج يستخدم العناصر السينمائية بشكل فعال ومبدع، مثل الإضاءة والصوت والموسيقى والتصوير والمونتاج. الإنتاج يستخدم الموارد والتقنيات بشكل متقن ومتطور، مثل الديكورات والمؤثرات والتجهيزات والملابس.
بعد أن ذكرت لكم ما أعجبني في الفيلم، أود أن أذكر لكم ما لم يعجبني فيه. بصراحة، لم أجد شيئاً كبيراً يعيب الفيلم، وأعتقد أنه فيلم متكامل ومتناسق. لكن إذا كنت أضطر إلى ذكر شيء واحد، فسأقول أن الفيلم قد يكون مملاً أو مربكاً بالنسبة لبعض المشاهدين، الذين لا يحبون الأفلام النفسية أو البطيئة. الفيلم يتطلب من المشاهد التركيز والانتباه والتفكير، ولا يقدم له مشاهد عنيفة أو مثيرة بشكل كبير. الفيلم يعتمد على الحوار والتفاصيل والتلميحات، ولا يعطي للمشاهد إجابات واضحة أو مباشرة.
خاتمة
أخيراً أود أن أختتم مقالتي بتلخيص النقاط الرئيسية التي تناولتها. في هذه المقالة تحدثت عن قصة فيلم The Little Things، وعن شخصياته وموضوعاته. قلت أن الفيلم هو فيلم بوليسي نفسي مثير ومشوق، يتناول موضوعات مهمة وعميقة، مثل الجريمة والعقاب، والحقيقة والخداع، والخير والشر.
ذكرت أيضا أن الفيلم يقدم لنا ثلاث شخصيات رئيسية، كل منها له دور مهم في القصة، وهم جو ديكون، وجيم باكستر، وألبرت سبارما. وأن الفيلم ينتهي بنهاية مفاجئة وصادمة تجعل المشاهد يعيد التفكير في كل ما شاهده. كما ذكرت أن الفيلم يتميز بالتمثيل والإخراج والإنتاج الرائعين، وأنه من أفضل الأفلام التي شاهدتها في الآونة الأخيرة.
بعد أن أنهيت مقالتي أود أن أوصيكم بمشاهدة الفيلم، إذا كنتم من محبي الأفلام البوليسية النفسية. أعتقد أن الفيلم يستحق المشاهدة وأنه يقدم لنا تجربة سينمائية ممتعة ومفيدة. أتمنى أن تستمتعوا بالفيلم وأن تشاركوني آراءكم وانطباعاتكم عنه. شكراً لكم على قراءة مقالتي.