السؤال: ما هي قيمة الصواب للعبارة: “المثلث مضلع ذو ثلاثة أضلاع والمثلث فيه زاويتان قائمتان”؟
- الإجابة: قيمة الصواب لهذه العبارة هي خاطئة.
شرح الإجابة:
للوصول إلى حكم دقيق حول صحة هذه العبارة، يجب علينا تفكيكها إلى أجزائها الأساسية. إنها عبارة مركبة تتكون من قضيتين منفصلتين، يربط بينهما حرف العطف “و”. في عالم المنطق، هذا الرابط يشترط صحة كلا الجزأين معاً حتى تكون العبارة الكلية صائبة. أي خلل في أحد الجزأين يُبطل العبارة بأكملها.
لنبدأ بتحليل الجزء الأول: “المثلث مضلع ذو ثلاثة أضلاع”. هذه حقيقة بديهية وغير قابلة للجدل، فهي تمثل التعريف الجوهري للمثلث في علم الهندسة. فالمضلع هو أي شكل هندسي مغلق يتكون من خطوط مستقيمة، والمثلث هو تحديداً ذلك الشكل الذي يمتلك ثلاثة أضلاع وثلاث زوايا. إذن، هذا الشق من العبارة صائب تماماً.
والآن ننتقل إلى الجزء الثاني، وهنا يكمن جوهر المسألة: “المثلث فيه زاويتان قائمتان”. هذا الادعاء يتعارض بشكل مباشر مع أحد أهم المبادئ الأساسية في الهندسة الإقليدية. ينص هذا المبدأ على أن مجموع قياسات الزوايا الداخلية لأي مثلث يساوي دائماً 180 درجة. والزاوية القائمة، كما نعلم، يبلغ قياسها 90 درجة.
لو افترضنا جدلاً وجود مثلث يحتوي على زاويتين قائمتين، فإن مجموعهما وحده سيبلغ (90 + 90 = 180) درجة. هذا يعني أن الزاوية الثالثة المتبقية سيكون قياسها صفراً، وهذا مستحيل هندسياً. فالزاوية الصفرية تعني انطباق ضلعين على بعضهما، مما يؤدي إلى عدم إغلاق الشكل الهندسي، وبالتالي لا يمكن أن يتكون مثلث من الأساس. إن وجود زاويتين قائمتين في شكل ثلاثي الأضلاع يلغي كونه مثلثاً.
إقرأ أيضا:تم تنسيق النص في الصفحة اليمنى لتكون بالشكل في الصفحة اليسرى باستخدام الزربناءً على هذا الاستدلال المنطقي، نجد أنفسنا أمام قضية مركبة؛ شقها الأول صحيح، لكن شقها الثاني خاطئ بشكل قاطع. وكما ذكرنا، فإن أداة الربط “و” تتطلب أن تكون كل المكونات صحيحة دون استثناء. وبما أن أحد المكونات قد ثبت خطؤه، فإن السلسلة المنطقية تنكسر، وتصبح قيمة الصواب للعبارة الكاملة “خاطئة” بلا شك.