إجابة سؤال: كلمة السر أول غزوة من سبعة حروف
- الجواب: الأبــــــواء
شرح الإجابة:
غزوة الأبواء تُعتبر أول غزوة قادها النبي محمد صلى الله عليه وسلم بنفسه بعد الهجرة النبوية إلى المدينة، وقد حدثت في السنة الثانية للهجرة، وكانت نقطة تحول في مسيرة الدولة الإسلامية، لأنها لم تكن مجرد تحرك عسكري، بل كانت بداية لتثبيت الهيبة السياسية والعسكرية للمسلمين في الجزيرة العربية، وفي نفس الوقت كانت رسالة غير مباشرة لقريش أن للمسلمين قوة قادرة على الدفاع عن نفسها بعد سنوات من الاضطهاد والملاحقة.
عندما نتأمل في اسم الغزوة “الأبواء”، فإننا نكتشف أنها وقعت في منطقة تقع بين مكة والمدينة، وتُعرف اليوم باسم “ودان”، وهي قرية صغيرة لكنها كانت آنذاك طريقاً مهماً للقوافل التجارية. في هذه الغزوة، لم تحدث مواجهة فعلية أو قتال بين المسلمين وأحد، لكنها كانت غزوة استكشافية استراتيجية، هدفها مراقبة تحركات قريش وإرسال إشارة واضحة بأن المدينة المنورة أصبحت مستقلة وتملك زمام المبادرة.
ولعل ما يجعل غزوة الأبـواء ذات قيمة تاريخية كبيرة هو أنها فتحت الباب لعدد من التحالفات القبلية الجديدة، حيث عقد النبي صلى الله عليه وسلم خلالها ميثاق عدم اعتداء مع قبيلة بني ضمرة، وهذا الحدث السياسي يعد نواة لفكرة العقود والتحالفات التي قامت عليها الدولة الإسلامية لاحقاً، والتي اعتمدت على توازن المصالح والحكمة في التعامل مع القبائل المتفاوتة في القوة والولاء.
إقرأ أيضا:تقال عند زيارة المريض من أربع حروفومن زاوية أخرى، فإن غزوة الأبواء تعكس التحول العميق في منهج النبي صلى الله عليه وسلم، من مرحلة الدعوة السرية والمسالمة إلى مرحلة إبراز الوجود الإسلامي كقوة سياسية واقتصادية واجتماعية، وكان ذلك يتم بخطوات محسوبة، تبدأ برحلات استطلاعية وتحالفات، لا بحروب دامية، مما يبرهن على أن الإسلام في أصله دين حكمة وتدرج، لا دين صِدام أو صراع عبثي.
كما أن هذه الغزوة كانت تدريباً عملياً للمجتمع المسلم الجديد، حيث خرج فيها حوالي سبعين رجلاً فقط، لكنها رغم عددها المحدود، كانت بمثابة اختبار نفسي وعسكري للمهاجرين والأنصار، ولإعدادهم ذهنياً لمراحل قادمة أكثر تعقيداً.
ولا يمكن أن نغفل أن أهمية غزوة الأبواء لا تكمن في نتائجها العسكرية، بل في رمزيتها التأسيسية، إذ تُعد أول خطوة نحو بناء جيش إسلامي موحد يتجاوز الانتماء القبلي، ويتشكل وفق رابطة العقيدة، لا النسب أو المصالح الفردية، ولهذا السبب نجد أن كتب السيرة تولي هذه الغزوة مكانة خاصة رغم أنها لم تشهد أي قتال مباشر.
وباختصار، فإن غزوة الأبواء هي إجابة دقيقة للسؤال المطروح، ولكنها في عمقها تمثل أكثر من مجرد اسم، إنها بداية قصة التحرك الإسلامي الواعي والمنظم في مواجهة قوى الجاهلية، بأسلوب سياسي واستراتيجي سبق عصره، وعلّم الأجيال أن البدايات الصغيرة قد تكون مدخلاً لتغيير كبير، إذا كانت تقوم على الرؤية والبصيرة وحسن التقدير.
إقرأ أيضا:طائرة حربية مكونة من 6 حروف لعبة كلمة السر