نصائح عامة

كيف انسى شخص تعلقت به: 10 نصائح عملية لنسيان من أحببت

كيف انسى شخص تعلقت به

نسيان شخص تعلقت به بشدة مرحلة شاقة مليئة بفقدان الأمل والشعور العميق بالوحدة، وألم فراق يلقي بظلال طويلة على قلبك. طريق يسلكه الكثير من الناس كرها أو دون رغبة حقيقية. ويتميز بذكريات مؤلمة عالقة مثل الأشباح في زوايا عقل المرء.

إن عبارة “كيف أنسى شخص تعلقت به” تعكس مشاعر صعبة يمر بها اليائس بعد انتهاء علاقة عاطفية أو فقدان شخص عزيز. ورغبة قوية في التخلص من مشاعر الحب والحنين تجاه هذا الشخص ونسيان الذكريات والتجارب التي مرت.

فصدمة الانفصال تثير صراعا في المشاعر وعاصفة مضطربة في الداخل كأنها بحر هائج لا ساحل له. بشكل أدق يمكن وصفها بأنها معركة بين الشوق الذي لا نهاية له لما كان والبحث اليائس عن النسيان لمحو البصمات التي تركها في الروح شخص كان يعني العالم ذات يوم.

من المهم أن تعلم أن عملية النسيان ليست سريعة ولا سهلة تتطلب الصبر والرحمة مع نفسك. لا تتوقع أن تنسى مشاعرك أو ذكرياتك في غمضة عين فهذه عملية معقدة تتطلب التخلي عن أكثر من مجرد شخص.

ستحتاج إلى التخلي عن نسخة من نفسك كانت متشابكة مع نسخة ذلك الشخص وإعادة تشكيل هويتك دون وجوده. لا تنس أن بعض الأصداء قد لا يتم إسكاتها تماماً، وأن بعض الذكريات ستحمل دائماً مسحة حلوة ومرّة.

إقرأ أيضا:5 نصائح عن كيف اصالح حبيبي برسالة

في هذا المقال، سأقدم لك 10 نصائح عملية لكيف انسى شخص تعلقت به. بعضها من واقع تجربتي الشخصية موجهة لأي شخص يكافح من أجل التخلص من تعلق سابق.

لماذا يصعب نسيان شخص تعلقنا به

عندما نجد أنفسنا متشبثين بذكريات حبيب سابق أو حبيبة سابقة، أو حتى عندما يكون الأمر يتعلق بزوج سابق أو زوجة سابقة، فإن العقل يُشبه حقيبة مليئة بأوراق مُتساقطة من أرشيف مُغلق. كل ورقة تمثل لحظة، نظرة، أو كلمة لشخص كان له معنى خاص في حياتنا. وعلى الرغم من صفحة مُقلبة، أو ورقة مُمزقة تمثل محاولة لنسيان، يبدو أن بعض الأشياء ترفض أن تُنسى. هذا التعلق ليس مجرد إرهاق عاطفي، ولكنه يمثل التحدي الكبير لكسر روابط التعلق العاطفي الذي بُني على مدار الوقت.

أحد الأسباب التي تجعل من الصعب تجاوز شخص تحبه أو شخص متعلق به هو أن التفكير فيهم والتواصل معهم أصبح جزءًا من روتيننا اليومي. حتى الأشياء الصغيرة يمكن أن تذكرنا بهم، مما يعيق الشفاء العاطفي. وكالصدى البعيد يظل صوتهم وضحكاتهم تتردد في رؤوسنا.

تقول الدكتورة كارلا ماري مانلي (طبيبة نفسية إكلينيكية وخبيرة في تحقيق الحياة ومؤلفة) أن هناك مجموعة من تجارب الترابط التي يمكن أن تعزز الشركاء عاطفياً وتجعل من الصعب تحمل الانفصال على المدى القصير والطويل. حتى عندما تصل الرومانسية إلى نهايتها ويشعر الشركاء بإحساس انتهاء العلاقة يمكن أن تطفو على السطح أطياف الشريك السابق لأن المشاعر لا تزال موجودة.

إقرأ أيضا:كيف أنسى حادثة مؤلمة في حياتي اهم 7 نصائح عملية لتجاوز الصدمة

وبطبيعة الحال من المرجح أن تكون تلك الذكريات أكثر تأثيراً لدى الشخص الذي كان لديه مشاعر إرتباط قوية بشكل خاص “سواء كانت قصة حب طويلة الأمد أو مجرد علاقة غرامية” كما قالت الدكتورة مانلي. وفي كلتا الحالتين يمكن لهذه المشاعر الشديدة أن تبقى موجودة ويتم إحياؤها لسنوات عديدة حتى من خلال أبسط المحفزات مثل العطر أو أغنية.

أسباب صعوبة نسيان شخص تعلقت به

  1. الانفصال لم يكن متبادلاً: شعورك بالصدمة كونك الطرف المتلقي للانفصال وبخيبة أمل لأنّك لم تكن مستعداً لإنهاء العلاقة. وفي حين أن الطرف الآخر “خطط للانفصال وكان لديه الوقت للاستعداد للوداع والانتهاء، كما قالت الدكتورة جيس كاربينو خبيرة في العلاقات والمواعدة عبر الإنترنت.
  2. عدم القدرة على فهم سبب إنهاء العلاقة يمكن أن يزيد من صعوبة إبعاد نفسك عنه نفسيا. وقد لا يكون الحصول على هذه المعلومات سهلاً مثل مجرد سؤالهم لأنه في بعض الأحيان لا يريدون الكشف عن هذه المعلومات من أجل إنقاذ شريكهم السابق من الأذى.
  3. انتهاء العلاقة وسط مشاكل لم يتم حلها: شعورك بأنّ هناك أموراً لم يتمّ حلّها أو التعبير عنها بشكلٍ كافٍ.
  4. التخيّل: تشبثك ب “ما كان يمكن أن يكون” بدلاً من التركيز على الواقع.
  5. الأذى من الشخص: شعورك بالألم بسبب تصرفات حبيبك السابق دون إظهار أي ندم.
  6. نمط متكرر: تكرار نفس نمط الانفصال مع شركاء مختلفين، ممّا يدلّ على وجود صراعٍ داخلي.
  7. التداعيات الاجتماعية: شعورك بالتأثير على حياتك الاجتماعية وأصدقائك وزملائك بعد الانفصال.
  8. الذكريات المشتركة: ربط الشخص بأحداثٍ مهمّة في حياتك ممّا يجعل من الصعب نسيانه.
  9. وجوده في حياتك: رؤيته أو سماعه من خلال وسائل التواصل الاجتماعي أو الأحداث المشتركة.
  10. الأحلام: ظهور هذا الشخص في أحلامك ممّا قد يعيد مشاعرك نحوه.

نصائح كيف انسى شخص تعلقت به

بما أنك تتعامل مع الخسارة قد تواجه الحداد في مراحل مختلفة. ومن المهم أن تدرك أن هذه المراحل تختلف من شخص لآخر. من الممكن الانتقال ذهاباً وإياباً بينهما أو تجاوز بعضها تماماً.

إقرأ أيضا:الاستفادة من تجارب الحياة: خطوات ليصبح الفشل مفتاح النجاح

فغالباً ما يكون أبسط الحلول هو الأكثر فعالية لكيف انسى شخص تعلقت به هي إطلاق سراحه والتخلي عنه وتجنب جعل الموقف أكثر صعوبة مما هو عليه بالفعل. والإبتعاد عن التفكير في “ماذا لو” التي قد تؤدي الى نتائج عكسية.

1- اعترف بمشاعرك

يقال المشاعر كالينبوع لا يمكن حبسها إلى الأبد. فكلما ضغطت عليها كلما تدفقت بقوة أكبر. لهذا أولى خطوات كيف انسى شخص تعلقت به هي أن تكون صادقا مع نفسك والإقرار بمشاعرك. فالتخلص من ثقل التعلق العاطفي يتطلب وقتاً وجهداً.

عدم قمعك لمشاعرك تجاه شخص تعد تجربة تحررية ومرهقة على نحو متناقض. من ناحية يتطلب الأمر الشجاعة للكشف عن مشاعرك الأكثر ضعفا ووضعها في العلن للحكم عليها، ومن ناحية أخرى خطوة نحو التحرر العاطفي.

غالبا ما يتشبث الناس بمشاعرهم غير المعلنة مما يعزز الأمل في أن الشخص الآخر ربما مازال يبادلهم الحب. بالتالي تكون محاولة النسيان مرهقة عقليا لأنها تغذي دائرة لا نهاية لها من “ماذا لو” والسيناريوهات الخيالية التي نادرا ما تتماشى مع الواقع.

لهذا إتخاذ هذه الخطوة لا يضعك في موقع قوة على صحتك العاطفية فحسب، بل يفتح أيضا الطريق أمام احتمال المضي قدما. فمن خلال مواجهة تعلقك وجها لوجه يمكنك جلب عنصر الإغلاق إلى الاستثمار العاطفي من جانب واحد، بغض النظر عن النتيجة. فالفعل نفسه يمكن أن يكون شافيا بشكل لا يصدق.

فهذا إعلان صريح منك أنك لم تعد على استعداد لأن تكون سلبياً في حياتك، وأنك رهينة لأهواء عواطفك. سواء أدى الاعتراف إلى علاقة مزدهرة أو إلى رفض محترم، فإن الوضوح الذي يجلبه اعترافك يمكن أن يكون شفاء ينقلك من حالة عدم اليقين إلى حالة المعرفة والقبول مما يتيح لك الحرية إما في متابعة بداية جديدة أو التخلي عن الأمر والمضي بأمان.

2- ركز على ذاتك

في يوم من الأيام قال لي أحد الأصدقاء “أقوى سلاح ضد الحب هو الحب. عندما تحبّ نفسك لا تصبح بحاجة إلى أي شخص آخر”. فعندما نكون متعلقين بـشخص أحببناه بشكل عميق يكون الحل في الكثير من الأحيان يكمن في التركيز على الذات.

من المهم أن تتذكر أن الشخص الأساسي في حياتك هو أنت. عندما تبدأ بتوجيه طاقتك نحو تحسين ذاتك، أفضل شئ تستطيع فعله هو السعي لملء فراغ قلبك بحب الله واكتشاف هوايات جديدة، وبناء علاقات جديدة، هكذا يمكنك ببطء أن تنسى الشخص الذي تعلقت به.

أحد الجوانب الأساسية لهذا التركيز هو تحويل الطاقة التي كانت مخصصة للآخر في السابق إلى الذات. فهو يسمح بفهم أعمق للعواطف وأنماط التفكير التي أدت بك إلى التعلق، وسيساعد أيضاً في بناء ذات أقوى وأكثر مرونة.

3- تجنب التواصل مع الشخص

الإستمرار بالتواصل مع حب سابق يؤدي في كثير من الأحيان إلى إعادة إشعال المشاعر القديمة والانتكاس في عملية التعافي من التعلق. عندما تظل خطوط الاتصال مفتوحة فمن السهل جدا على العقل أن يفكر في “ماذا لو” و”كان من الممكن أن يكون” مما يعيق القدرة على التقدم.

فعند التعامل مع آثار الانفصال خاصة إذا كنت لا تزال تشعر بالتعلق بالشخص الذي تركك، إحدى الاستراتيجيات الناجحة قاعدة “عدم الاتصال” فالفائدة المباشرة منها هي الحصول على مساحة للحد من الاضطراب العاطفي المستمر الناجم عن وجودهم، سواء كان ذلك من خلال الرسائل، أو تفاعلات وسائل التواصل الاجتماعي، أو اللقاءات غير المقصودة.

كما إن قطع إتصالك به تعطيك فرصة للتأمل والتركيز على نفسك بدلاً من الفروق الدقيقة في العلاقة التي انتهت.

4- تبنى حيوان أليف

أفضل الحلول لكيف انسى شخص تعلقت به من خلال تجربتي الشخصية بأن تبني حيوان أليف يملأ أي فراغ عاطفي ناتج عن فراق أي شخص غادر حياتنا ونريد أن نتخطاه. فالحيوانات الأليفة تُقدم لنا رفقة غير مشروطة ونقية مشاعر لا يمكن أن تقارن بأي شيء آخر.

فهي تتمتع بقدرة فريدة على توفير الراحة والمودة، مما يساعدنا على التغلب على مشاعر الحزن والفقدان والتعافي من الأحزان والتمسك بالماضي.

فالمسؤوليات التي تأتي مع ملكية الحيوان الأليف – مثل التغذية والعناية وممارسة الرياضة معهم. تعيد توجيه تركيزنا وطاقتنا بشكل كبير. لا يساعد هذا التحول في إنشاء روتين جديد فحسب، بل وتعزيز الشعور بالهدف والإنجاز.

مع نمو الرابطة تتسارع عملية الشفاء بمساعدة وجوده المستمر وولاءه الذي لا يمكن إنكاره. ببطء يصبح هذا الحيوان جزءاً مهماً من حياتنا، حيث تعمل رعايته وعاطفته على دفع الذكريات المؤلمة إلى الخلفية وهذا ما نبحث عنه من الأساس.

5- سامح الشخص الذي تريد نسيانه

الغفران ليس مجرد فعل نسيان أو تغاضي عما حدث بل هي عملية متعمدة للتخلي عن سيطرة الاستياء والأذى علينا. يتعلق الأمر بالتخلص من العبء الثقيل للمشاعر السلبية التي تربطنا بألم الماضي، مما يسمح لنا متابعة حياتنا بقلوب أخف.

عندما تنشأ الحاجة إلى الانفصال يجب أن نذكر الصفح والتسامح فهي أحدى الطرق الذهبية لكيف أنسى شخصاً تعلقت به نهائيا. عندما تسامح شخصا أنت متعلقاً به هذا يعني أنك تريد نقل العلاقة من القرب والمحبة نحو القطيعة المحتملة أو الاتصال المعاد تعريفه.

أن تسامحه لا يعني أن ما فعله كان صحيحا بل يعني أنك تختار أن تنهي ألمك ومعاناتك. بمعنى أخر هي مسار عقلي بالتفكير في الدور الذي لعبه الحبيب في حياتك. إنه حوار داخلي بين التمسك والترك، بين الاعتزاز بالذكريات والتصالح مع زوالها. يصبح فعل التسامح في هذا السياق لحظة محورية للنسيان.

6- اصبر على نفسك

التخلي عن شخص تعلقت به هي رحلة يجب أن يبدأها العقل والقلب معاً ويكمن المفتاح في النصيحة البسيطة والعميقة وهي الصبر. فلا تستعجل نسيان من أحببته فالوقت هو سر النسيان الحقيقي، والشفاء الصادق.

يجب أن تفهم أن النسيان لا يحدث بين عشية وضحاها. الحبيب السابق أو الزوج السابق يمكن أن يبقى كشخصية في أحلام المرء لفترة ولكن مع الوقت سيتلاشى.

فكن صبورا مع نفسك هذا ليس سلبيا؛ بل اعتراف نشط ورحيم بمشاعرك واعتراف بالوتيرة الفريدة لعملية الشفاء الخاصة بك. فعندما تعطي نفسك مساحة والوقت الكافي للحزن ومعالجة نهاية العلاقة فإنك تحترم احتياجاتك وحدودك.

يمكنك احتضان الصبر خلال الانفصال عن الشخص الذي ترتبط به من خلال وقبول مشاعرك دون حكم ومنح نفسك هذه النعمة وسط الأذى. ذكّر نفسك دائماً أن مرور الوقت هو حليفك الأكبر وكل خطوة إلى الأمام مهما كانت صغيرة هي تقدم. فالصبر هو مفتاح باب النسيان ومن خلاله تصبح الذكريات كالظلال تلاحقك في النهار وتختفي في الليل.

7- تخلص من التذكارات

إن الانفصال عن شخص متعلق به أحياناً يتطلب إجراءات ملموسة للمساعدة في قطع الروابط التي تربطنا به. ومن بين هذه الإجراءات يبرز التخلص من التذكارات المتعلقة به.

فالتذكارات كالأشياء التي أهداها لنا شريكنا السابق، أو الصور التي جمعتنا معاً، أو حتى الرسائل المتبادلة، بمثابة حبال تربطنا بظل الماضي. والتخلي عن هذه الممتلكات يُساهم في كسر حلقة العودة الذهنية، هذا يعني فكلّما واجهنا هذه الأشياء، كلّما استُثيرت مشاعرنا وعادت بنا الذاكرة إلى الوراء مما يعيق عملية النسيان.

كذلك تساهم في خلق مساحة جديدة أمام تجارب ومشاعر جديدة، ونتيح لأنفسنا فرصة الانفتاح على المستقبل.

من الإيجابيات أيضا جراء التخلّص من هذه الأشياء بمحض إرادتنا يعزّز شعورنا بالسيطرة على حياتنا، ويُؤكّد على قدرتنا على التحرّر من قيود الماضي.

ومع ذلك من المهم التعامل مع هذه العملية بلطف وتعاطف تجاه نفسك. إن تحديد ما يجب الاحتفاظ به وما يجب التخلص منه يمكن أن يبدو وكأنه محو أجزاء من تاريخك ولهذا السبب من المهم أن تكون واعيا.

بالنسبة للبعض يكون العلاج القيام بذلك تدريجيا بدءا من العناصر الأقل أهمية والتقدم نحو العناصر ذات القيمة العاطفية الأعمق. بالنسبة للآخرين يكون الانفصال النظيف ضروريا وهو إجراء نهائي لإغلاق فصل من حياتهم.

مهما كان النهج الذي تتبعه فإن فعل الانفصال عن هذه التذكارات لا يعني محو الذكريات أو إنكار أهمية العلاقة السابقة. بل يتعلق الأمر بتأكيد قدرتك على الاعتراف بهذه الذكريات دون السماح لها بالتأثير سلباً على صحتك العاطفية ونموك الشخصي.

8- لا تقارن نفسك بالآخرين

في مجتمعنا اليوم غالبا ما نجد أنفسنا محاطين بمعايير وتوقعات غير واقعية، والتي يمكن أن تؤثر سلباً على نظرتنا لأنفسنا وكيف نتعامل مع التجارب الصعبة في حياتنا مثل الانفصال.

في ظل هذه الظروف من الضروري تذكير أنفسنا بأن كل شخص يُواجه الانفصال بشكل مختلف. فمحاولة مقارنة مسار تعافينا مع الآخرين أو قياس تقدمنا بناءً على معايير خارجية يمكن أن يزيد من معاناتنا ويبعدنا عن فهم وقبول مشاعرنا الحقيقية.

عملية التعافي من التعلق العاطفي بعد الإنفصال هي رحلة شخصية للغاية وتختلف من شخص لآخر. الضغوط التي نضعها على أنفسنا للوصول إلى ما يبدو أنه “الطبيعي” بناءً على تجارب الأشخاص من حولنا ليست فقط غير واقعية ولكنها يمكن أن تكون مضرة.

لذلك من الأهمية بمكان ألا تقارن نفسك بالآخرين، وإدراك أن لكل شخص عمليته الخاصة في التعامل مع الألم والخيبة، وأنه لا يوجد مسار “صحيح” واحد يجب اتباعه، أنت وحدك من يملك سلطة تحديد مسارك الخاص.

9- تغيير المشهد

تكمن حقيقة عميقة في فكرة أن التخلص من تأثير الأشخاص الذين نرتبط بهم يتطلب تغيير المشهد الذي نعيشه كل يوم، كونه أكثر العلاجات فعالية. لا يقتصر الأمر على الانتقال من مكان لآخر، بل يتعلق بالدخول إلى عالم جديد حيث يتلاشى المألوف ويأخذ الجديد الأسبقية.

حياتنا اليومية تشبه أحيانا حبلا يربطنا بالأشخاص والعواطف التي نرغب في تركها وراءنا. لكن تغيير محيطنا يحدث خللا في هذه الأنماط الراسخة، جسديا وعاطفيا، مما يساعدنا على التحرر من تلك القيود. فكل ذكرى جديدة تمثل علامة على التطور والتغيير، وتبعدنا خطوة عن الماضي وتقربنا من الشخص الذي نصبح عليه.

لهذا سافر إلى مكان جديد حتى لو كان قريباً. لا يهم إن كان هذا المكان الجديد يقع على بعد كيلومترات قليلة أو يتخطى حدود البلدان والقارات. إنّ فعل التحرك واتخاذ قرار ترك المسارات المألوفة في حياتنا اليومية هو خطوة قوية نحو تجديد الذات.

اكتشف معالم لم ترها من قبل، وثقافات غنية لم تعايشها، ودع حداثة هذه المعالم وفرادة ثقافاتها وتنوع تجاربها تغمرك بجمالها. ستكون هذه الاكتشافات بمثابة رحلة ثرية تُذكّرك بأن العالم بأسره مفتوح أمامك، مليء بالعجائب والقصص التي تختلف عن قصصك.

في كل زاوية شارع، وفي كل طبق تقليدي، وفي كل موقع تاريخي، ستجد ما يثري فهمك وتقديرك للتجربة الإنسانية.

لا يوفر لك هذا الاستكشاف مجرد إلهاء مؤقت، بل يُحدث تحولًا ذا معنى في تركيزك – من التركيز على ما فقده إلى التركيز على ما يمكن اكتسابه.

10- لا تستسلم

من الطبيعي جداً أن تشعر بالتعلق العميق تجاه شخص ما وهذا الشعور يمكن أن يؤثر بشكل كبير على حياتك وتصرفاتك. فاللحظات الأولى بعد الفراق أو الخسارة بشخص متعلقين به قد تبدو كالجبال التي لا تتزحزح ولكن مع مرور الأيام ومع الجهود المتواصلة والعزيمة يمكن تخطي آلام الذكريات والبدء في رحلة الشفاء.

فلا تستسلم للأسى واليأس وواصل السعي فلكل شخص طريقته الخاصة في التعامل مع الحزن والفقد، ما يعني أن الطريق نحو التعافي يختلف من شخص لآخر. اعثر على ما يجلب لك الراحة والسلام الداخلي سواء كان ذلك من خلال التعبير الفني الرياضة، التأمل، أو أي وسيلة أخرى.

قد ينصحك البعض بـ”نسيانه والمضي قدما” كحل. لكن ذلك ليس دائما الحل الأمثل. النسيان ليس اختيارا خاصة عندما يكون الشخص جزءا لا يتجزأ من تاريخك وذكرياتك.

تذكر أنّك لست وحدك هذه حقيقة يجب ألا تغفل عنها أبداً. هناك العديد من الأشخاص الذين مروا بتجارب مشابهة ووجدوا طرقاً للتغلب على آلامهم واستئناف حياتهم بشكل إيجابي وخرجوا منها أقوى.

فلا تتردد في طلب المساعدة إذا لزم الأمر سواء كان ذلك يعني التحدث إلى أصدقائك وعائلتك، أو البحث عن دعم من المجتمعات عبر الإنترنت، أو حتى العمل مع معالج مختص. المساندة والدعم يمكن أن يأتيا من العديد من المصادر ويمكن أن يوفرا لك القوة للمواجهة والتحمل في أصعب الأوقات.

هل سأكون قادراً على الحب مرة أخرى؟

السؤال ” هل سأتمكن من الحب مرة أخرى؟ ” يضرب عميقاً في قلب أي شخص عانى من الألم لعلاقة حب حقيقي مكسورة. فهو سؤال مليء بالضعف ويعكس الخوف من القدرة على الشعور بالحب ومشاركته قد تتضاءل بطريقة أو بأخرى أو تتضرر بشكل دائم بسبب وجع القلب الماضي.

من الأمور المركزية في الاعتقاد بأن المرء يستطيع أن يحب مرة أخرى هو فهم أن الحب ليس مورداً محدوداً بل طاقة متجددة تتوسع مع تقاسمها. فعندما نسمح لأنفسنا بالشعور بالسعادة والتقدير نبدأ بمد جسور التواصل مع الآخرين.

فتح قلب للحب مرة أخرى بعد تعرضه للأذى هو عمل من أعمال الشجاعة والثقة. ليس فقط في الآخرين ولكن أيضاً في النفس ومرونة الروح الإنسانية.

قد لا يكون الحب الجديد بعد فراق مؤلم كما كان من قبل، فقد يصبح أكثر حكمة وحذرا وقد يستغرق وقتا أطول ليزدهر. لكن تذكر إنه ممكن، وغالبا ما يكون أكثر أهمية من الحب الذي سبقه، وذلك بفضل الدروس المستفادة من الرحلة التي مررت بها.

تظل القدرة على الحب والمحبة سليمة، حتى بعد أعمق الجروح. وهذا لا يشير فقط إلى إمكانية العثور على الحب مرة أخرى، بل إلى حتميته، فالحب قوة طبيعية تسكن داخل كل إنسان، ولا يمكن إخمادها بسهولة.

السابق
كيف اجعل زوجي يسمع كلامي ولا يرفض لي طلب: 8 خطوات عملية ليقول لكِ “نعم” دائما
التالي
كيف يمكن التوقف عن التفكير بشخص ما: 24 طريقة سهلة لإبعاد شخص ما عن رأسك

اترك تعليقاً