السؤال: لا يستقيم التفكير الناقد إلا بإيجاد مجموعة من المعايير التي ترسم حدود ممارسة العقل الناقد لعملية التفكير.
- الجواب: صواب، إن حقيقة أن التفكير الناقد لا يستقيم إلا بالمعايير هي مسألة أساسية لا تقبل الجدل.
شرح مبسط:
إن العبارة القائلة بأن “لا يستقيم التفكير الناقد إلا بإيجاد مجموعة من المعايير التي ترسم حدود ممارسة العقل الناقد لعملية التفكير” هي حقيقة جوهرية وليست مجرد افتراض. حيث يُمثل التفكير الناقد عملية انضباط ذاتي مُوجَّه، ولا يمكن لهذا الانضباط أن يتحقق بغياب إطار مرجعي ثابت. فبدون معايير محددة كالوضوح، والدقة، والصلة، والمنطق، يتحول النقد إلى مجرد رأي شخصي، أو انفعال ذاتي، أو تحليل عشوائي خاضع لالانحيازات المعرفية دون أي أساس للمساءلة.
تُقدم هذه المعايير الوظائف الحاسمة التالية:
- الضبط المنهجي: تعمل المعايير كقواعد إجرائية تُرغم المفكر على تجاوز السطحية والعمومية، وتضمن أن يكون الاستدلال متماسكًا ومنطقيًا (معيار المنطق).
- رسم الحدود: تحدد المعايير بوضوح الفارق بين الحجة السليمة والمغالطة. هي ترسم “حدود الممارسة” بتحديد شروط القبول، مما يمنع العقل من الوقوع في فخ التفكير غير المبرر أو الاعتماد على الافتراضات غير المختبرة.
- القياس والتقييم: توفر المعايير لغة مشتركة لتقييم جودة التفكير، سواء كان تقييمًا داخليًا (النقد الذاتي) أو خارجيًا. هي الأساس الذي يسمح لنا بقياس عمق واتساع التحليل.
لذلك، لا يمكن أن “يستقيم” التفكير الناقد دون معاييره، لأن هذه المعايير هي البنية التحتية التي تضمن نزاهة، وموضوعية، وفعالية العملية الفكرية، وتحوله من مجرد ممارسة عقلية إلى منهج دقيق وصارم يهدف إلى الوصول لأعلى درجات الحقيقة الممكنة.