جدول المحتويات
يعد تحويل النص الحواري إلى نص سردي مهارة مهمة في الكتابة، حيث تتطلب فهما عميقا لكلا النوعين من النصوص وقدرة على إعادة صياغة الحوار بشكل سردي سلس وجذاب. لا يقتصر الأمر على مجرد نقل الكلام بين الشخصيات، بل يشمل تحويله إلى وصف للأحداث والمشاعر والأفكار التي تدور في خلفية الحوار. لضمان نجاح هذه العملية، من الضروري التخطيط والإعداد المسبق، ويتضمن ذلك عدة خطوات أساسية.
لتحويل نص حواري إلى نص سردي في مرحلة التخطيط والاستعداد لا بد
1. كتابة الأفكار والمعلومات حول الموضوع
تعتبر هذه الخطوة بمثابة العصف الذهني، حيث يتم تدوين كل ما يتعلق بالموضوع من أفكار ومعلومات وشخصيات وأحداث. لا يشترط في هذه المرحلة الترتيب أو التنظيم، بل الهدف هو جمع أكبر قدر ممكن من العناصر التي ستستخدم في النص السردي.
على سبيل المثال، إذا كان الحوار يدور حول خلاف بين صديقين، يتم تدوين أسباب الخلاف، وشخصية كل صديق، ومكان وزمان الحوار، والمشاعر التي تنتاب كل طرف.
2. جمع الأفكار المتماثلة معا
بعد تدوين الأفكار والمعلومات، تأتي مرحلة تجميعها وتصنيفها. يتم البحث عن الأفكار المتشابهة أو المترابطة ووضعها في مجموعات. يساعد هذا الإجراء على تنظيم الأفكار وتحديد العناصر الأساسية التي ستركز عليها القصة.
في مثال الخلاف بين الصديقين، يمكن تجميع الأفكار المتعلقة بشخصية الصديق الأول في مجموعة، والأفكار المتعلقة بالصديق الثاني في مجموعة أخرى، وهكذا بالنسبة لأسباب الخلاف والمشاعر المصاحبة.
إقرأ أيضا:عند إصابة الأجهزة بالبرمجيات الضارة هناك حالات تعد مؤشرًا على ذلك ماعدا حالة واحدة3. تصميم مخطط لتنظيم عملية الكتابة
تعتبر هذه الخطوة حجر الزاوية في عملية التحويل، حيث يتم وضع هيكل واضح ومنظم للنص السردي. يتضمن هذا المخطط تحديد:
- الشخصيات: وصف الشخصيات الرئيسية والثانوية، وأهم صفاتها ودوافعها.
- الحبكة: تحديد بداية القصة ونهايتها، وتسلسل الأحداث الرئيسية والصراعات.
- الزمان والمكان: تحديد إطار زمني ومكاني للأحداث.
- وجهة النظر: تحديد وجهة نظر الراوي (ضمير المتكلم أو الغائب).
- السرد: تحويل الحوار إلى وصف للأحداث والمشاعر والأفكار.
على سبيل المثال، يمكن تحويل حوار بسيط بين شخصين إلى نص سردي يصف المكان والأجواء قبل بدء الحوار، ثم يصف حالة كل شخص ومشاعره أثناء الحوار، ثم يختتم بوصف ردود أفعالهم بعد انتهاء الحوار.
مثال تطبيقي
لنفترض أن لدينا الحوار التالي:
سالم: “أنا غاضب منك لأنك لم تحضر حفلة عيد ميلادي.”
خالد: “كنت مشغولا جدا، لم يكن بإمكاني الحضور.”
يمكن تحويل هذا الحوار إلى نص سردي كالتالي:
“كان سالم يجلس على مقعد في الحديقة، يعبث بأوراق الشجر المتساقطة. كان الغضب واضحا على وجهه. اقترب منه خالد وجلس بجواره. نظر سالم إليه بعتاب وقال بصوت خافت: ‘أنا غاضب منك لأنك لم تحضر حفلة عيد ميلادي.’ رد خالد بنبرة اعتذارية: ‘كنت مشغولا جدا، لم يكن بإمكاني الحضور.'”.
إقرأ أيضا:لماذا يعتبر العلماء السبيرولينا منقذ العالم من الجوعمن خلال اتباع هذه الخطوات الثلاث، يمكن تحويل النص الحواري إلى نص سردي بشكل فعال ومنظم، مع الحفاظ على جوهر الحوار وإضافة أبعاد جديدة للقصة.